د. عصام المغربي يكتب: تنمية مهارات ما وراء المعرفة
يعد مفهوم ما وراء المعرفة من المفاهيم المهمة والمؤثرة في الدراسات المعاصرة وهو أحد موضوعات التعلم المعرفي آلتي تبلورت في العقود الثلاثة الأخيرة كما يعد من أبرز الأساليب الحديثة التي تهدف إلى تنمية استقلالية المتعلم والتعليم الذاتي والاهتمام بشخصه.وتتضمن مهارات ما وراء المعرفة.ثلاث مهارات أساسية هي التخطيط والمراقبة والتقويم وتتعلق مهارة التخطيط بقدرة المتعلم على اختيار الاستراتيجيات المناسبة وتنظيم المصادر والخطوات لإنجاز مهمة ما إضافة إلي تحديد العقبات المتوقعة وكيفية مواجهتها..فيما تتضمن مهارة المراقبة الإبقاء على الهدف في بؤرة الاهتمام ومعرفة متي يتحقق.وان تنمية مهارات ما وراء المعرفة يكون وعي المتعلم بما يعرف أي المعرفة حول المعرفة وتفكير الفرد حول تفكير ه ووعيه بعملياته المعرفية ونواتجها وما يتصل بتلك المعرفة من مكونين أساسين هو المعرفة حول ما وراء المعرفة وخبرات ما وراء المعرفة.
إذ التفكير عنصر أساس وسمه تميز الإنسان عن كائنات الأرض وهو من ركائز البناء العقلي والمعرفي للإنسان ويعد من أعقد العمليات العقلية وأرقاها له طرائقه وأساليبه ونتاجاته التي تكون عليها أفضل حالاتها عندما يصتدم الفرد بالمشكلات والمسائل التي تتناسب مع مستوى نموه العقلي.ويتمثل التفكير الإنساني في النشاط العقلي المعرفي اوالعمليات المعرفية أو القصور الذهني للأحداث والأشياء والأشخاص والخبرات الماضية والحالية والمتوقعة بإلإضافة إلى قصور العلاقات القائمة أو الممكنة بين هذه الأحداث والأشخاص أي أن التفكير يشمل المهارات المعرفية التي تشغل بالإنسان عندما يتذكر ما تعرض إليه من خبرات أو عند اكتسابه للمعلومات مهما اختلفت مجالها أو مضمونها سواء كانت في الحياة اليومية العملية.أو متعلقة بمسائل علمية أو خيالية أو فنية وإبداعية فضلاً عن ذلك يعتمد التفكير على فهم الرموز الصادرة من الآخرين أو التعبير بالرموز المجردة للآخرين عن المقاصد والنوايا أو المعاني التي نريد إبلاغهم إياها . القدرة على التفكير هي أساس القدرة على التعلم واكتساب الخبرات وحل المشكلات واتخاذ القرارات الملائمة لتحقيق التوافق النفسي والاجتماعي.وتحقيق النجاح المهني والاقتصادي وإحراز التقدم على مستوى المجتمع الإنساني.
وتنمية مهارات ما وراء المعرفة تكون عن خبرات معرفية تساعد الفرد على اختيار الاستراتيجيات المناسبة عند التعامل مع مهمة ما إذ تجعله يقارن ويفاضل بين مجموعة من الإستراتيجيات ومن ثم الوصول إلى الحلول الصحيحة مثل إعادة النظر في المشكلة من زوايا أخري.وان المعرفة التي يمكن أن نستدعيها من الذاكرة حول ما يعرفه الشخص اويعتقده عن نفسه وعن المهام والأهداف والإجراءات وكذلك الخبرات التي يملكها والمرتبطة بها.
