د راندا رزق تكتب: التعليم خطوة نحو معالم العقل الجمعي

في كل عام في الرابع والعشرين من يناير يحتفي العالم بمنظومة القيم والثقافة، والتي تُكلل بمسمى اليوم العالمي للتعليم، وذلك لأن التعليم يسهم بشكل موسوعي في تنمية العقل الجمعي والتربية والتوجيه، ويسهم في بناء قدرات ومواهب ومناهج تربوية نحو استقامة المجتمع، ونهضة الوطن، وهذا يحتم علينا ضرورة الاهتمام بالتعليم ووضعه في المنزلة اللائقة به.
ومن المتعارف عليه أن كل مصلح أو فيلسوف أو حتى النبي جاء ليؤدي رسالته بالتربية والتعليم والتزكية حتى ذاع مصطلح “المعلم” على من يقوم بهذا الدور ، ولهذا اشتهر مصطلح المعلم على أصحاب الفلسفات القديمة والديانات مثل المعلم لاوتسي، والمعلم كونفوشيوس والمعلم بوذا، والمعلم مهافيرا، وغيرهما .
وقد تحدث القرآن الكريم عن وصف من أوصاف النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وهو أنه يقوم بتعليم الناس الكتاب والحكمة ، فقال الله تعالى : ” رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ ۚ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ” (سورة البقرة : 129).
ومن ثم تأتي الأدوار المهمة التي تؤديها المؤسسات والمدارس والجامعات في بناء العقل الجمعي من خلال منظومة القيم والتعليم والثقافة؛ لأن الجامعة أو المدرسة ليست مجرد مؤسسة للتعليم، ولكنها أيضًا أداة قوية للتغيير، ينبغي مراعاة دورها الداخلي والمحلي، إلى جانب دورها على المستوى العالمي المرحلة، لكن الأهم هو أن تعي الجامعات دورها الجديد بشكل كامل مستفيدة من التجارب المثيلة في الخارج.
ومن هنا فالواقع يحتم علينا أن نبث في أهدافنا طرائق جديدة للاهتمام بالعملية التعليمية وأن نتيح الفرصة للتأمل والفكر لمناقشة كيفية استخدام طرق التدريس المبتكرة والفعالة ومنهجيات التدريس ووضع وتحليل دور المعلم فضلًا عن صياغة سياسات وأنظمة ومناهج فعالة لدعم المعلم الارتقاء بالتعليم.
وختامًا، رسالة نوجهها للمجتمع، إن التربية والمعرفة وتنمية المواهب وتحريك العقل نحو الفكر القويم أهم أولويات العمل التربوي؛ وأن المعلم جاء ليكون في مصاف أولويات الثقافة والمجتمع ، مع التأكيد على ضرورة رسم خطى حثيثة نحو بناء المستقبل من خلال بناء المواهب والقدرات وغرسها والإفادة منها، وهو ما يمثل مسئولية مجتمعية من خلال ما يُبث من طرق ومهارات وثقافة راشدة في عقول الطلاب، ويكون هذا على رأس أولوياتنا في المجتمع على تنوع ثقافاتنا واهتماماتنا، وأن نؤمن أن المسؤولية المجتمعية لم تعد رفاهية بل هي واجب العصر لبناء العقل الجمعي الذي يخدم الوطن.
\