مقالات الرأى

د ولاء نجيب تكتب: سياحة المقامات الصوفية في مصر

 

تتميز السياحة الدينية بطابعها المربح جداً مقارنة بالأنواع الأخرى من السياحة، على الرغم من عائداتها الاقتصادية المهمة يذهب جزء كبير منها لتزويد المؤسسات الدينية الخاصة أو الحكومية، وتزخر جمهورية مصر العربية بالأماكن الإسلامية، فهي تمثل حاضرة عمرانية ودينية مهمة، نظراً لما تمتلكهُ من مقومات سياحية متمثلة بمراقد الكثير من آل البيت وأولياء الله الصالحين، مما جعل عملية توافد السياح في زيادة مستمرة كونها من أفضل الأماكن للتقرب إلى الله تعالى، وقد عانى القطاع السياحي في مصر من مشكلات ومعوقات عديدة، لذلك فهو بحاجة ماسة إلى تنمية شاملة من خلال توجيه الاستثمارات إليه، لذا تعد التنمية السياحية في الجمهورية أحد أهداف التنمية الاقتصادية والاجتماعية الشاملة في الوقت الحاضر ، لما لها من قدرة على تحسين ميزان المدفوعات وتوفير فرص عمل، فضلاً عن المساهمة في تحسين أسلوب ونمط الحياة الاجتماعية لجميع أفراد المجتمع، وتتعدد الطرق الصوفية في مصر وتكثر لها الأضرحة والمقامات حيث يمتد التصوف في عمق النفس المصرية ويأتي الزوار من كل مكان ، وليس فقط في الريف وهو ما نلاحظه حول مساجد الحسين والسيدة زينب والسيدة نفيسة حيث الناس يتدفقون لتكريم الاولياء المفضلين لديهم، وفي الموالد أو الليالي التي تحيي ذكرى ميلاد القديسين ، يحول الغناء الديني وغيره من أشكال الاحتفالات المساجد والمناطق المجاورة لها إلى أماكن للمهرجانات، والتصوف هي طريقة إسلامية تؤكد تطهير الذات روحياً من خلال افتراض ممارسات وتخصصات محددة، عادة من خلال الانتماء إلى جماعة أخوية معينة وزعيمها يكون شيخ الطريقة، والصوفية لها جذور تاريخية عميقة في مصر، ويتميز المشهد المصري بمئات المواقع المهمة للصوفية التاريخية والمعاصرة وكذلك تنتشر في آسيا ، غالباً ما توصف الصوفية بأنها تصوف إسلامي، اليوم ما يقرب من 15 % من المصريين هم إما أعضاء في الأخوة الصوفية أو يشاركون في الممارسات الصوفية، وهناك 77 طريقة صوفية يتم الاعتراف بها بشكل رسمي، ويوجد المجلس الأعلى للطرق الصوفية الذي تأسس عام 1903م، وهو الهيئة الحكومية المسؤولة عن تنظيم الأخوة الصوفية، يشرف المجلس على تعيين الشيوخ (السلطات الصوفية)، ويمنح تصاريح الموالد، ويؤدي مجموعة متنوعة من المهام الأخرى، الهيئة مكلفة بضمان أن الممارسات الصوفية تتفق مع الأعراف والقوانين الإسلامية، وتشمل عشرة أعضاء منتخبين يمثلون شيخاً من مختلف الطوائف، و من الجدير بالذكر أن يضاف إليهم خمسة أعضاء معينين يمثلون جامعة الأزهر وعدة وزارات منها الأوقاف الدينية، الداخلية، الثقافة، والإدارة المحلية طبقاً للقانون رقم 118 (1976) ينص على أن الأوامر الصوفية تمنع من ممارسة أي أنشطة غير مصرح بها من قبل المجلس الأعلى للطرق الصوفية.

ا.د/ ولاء محمد أحمد نجيب
استاذ الجغرافيا البشرية المساعد بقسم الجغرافيا بكلية الآداب جامعة أسيوط

زر الذهاب إلى الأعلى