د. عبد الرحمن الدياسطي يكتب: دور الشباب في بناء وتقدم الأوطان

إن الشباب -في كل زمان ومكان وفي جميع أدوار التاريخ الإنساني إلى يومنا هذا-هم أعمدة الأمة وسر نهضتها ومبعث حضارتها وقائد مسيرتها إلي المجد والنصر ،فدورهم لا يقل أهمية عن دور الجنود المرابطين على الثغور، فإذا كان الجنود هم حراس حدود الأوطان فإن الشباب هم حراس الفكر ودرع الحماية ضد الجهل، وبدونهم تفقد الأمة طريقها نحو التقدم والرقي والإزدهار.
وساعة أن يهمش دورهم تصاب الدولة بالشلل فلا تقام دولة في العالم إلا بسواعد شبابها ، وخبرة كبارها ، وما تسمت أوروبا بالقارة العجوز إلا لأنهم نبذوا الشباب ،فبدأوا يستقطبون شبابا من كافة الدول لتعمير الحياة هناك.
من هنا بات من الضروري لأي دولة أن تهتم بشبابها الرجال منهم والنساء على حد سواء ،فلقد أصبحت المرأة تسير جنبا إلي جنب مع الرجل في تحمل ضغوط الحياة للوصول بالوطن إلى بر الأمان.
إذ إن الشباب هم الذين يسهمون جنبا إلى جنب مع الشيوخ في بناء الحضارات، وهم الأيدي العاملة والطاقة الخلابة التي تبني بسواعدها الأوطان.
لذا كان لزاما على الدول كافة أن تهتم بشبابها لأن دورهم في المجتمع لا يمكن إغفاله أو التغافل عنه، فهم بمثابة الدم الذي يجري في العروق والكبار لا يمكن الاستغناء عنهم فهم وبهم تزدهر الأمم وتركو الخبرات، بالمعنى التشاركي والتنمية التفاعلية.
وإذا كان الشباب هم أساس المجتمع وقوته ومنبع حضارته، أصبح من الضروري الحفاظ على هذه الثروة ورعايتهم علميا وثقافيا وصحيا، وتوفير كافة الإمكانات اللازمة لهم، وفتح باب المشروعات الصغيرة أمامهم، حتى ينمو الإقتصاد القومي وتزدهر عجلة التنمية.










