مواهب شابة| مريم أحمد إسماعيل تكتب: هجرة النبي.. رحلة غيرت وجه العالم
تواصل منصة “يوتوبيا” تقديم سلسلة حلقات “مواهبة شابة” التي ترصد مهارات شبابية بإعداد وإشراف د خالد غانم ومشاركة من شبابنا المبدعين.
وفي هذا الإطار أوضحت الدكتورة راندا رزق أستاذ الإعلام التربوي والأمين العام للمجلس العربي للمسئولية المجتمعية أن المَوْهِبَةُ: هي الاستعدادُ الفطريُّ لدى الإنسان للبراعة في فنٍّ من الفنون، وأن هذه الفقرة الشبابية هدفها التعريف بمواهب شبابنا وفتياتنا والعمل على تنمية هذه المواهب، والتأكيد على قيمة الشباب كمرحلة عمرية مهمة، والعناية بهم والاهتمام بما يقدمونه من ابتكار وإبداع ينفع ويفيد.
وأضافت الدكتورة راندا رزق أن تنمية مهارات الشباب مع الاحتفاظ بالقدرات الإبداعية للطلاب والعطاء الشبابي يغرس فيهم روح البذل والجهد والعطاء والمساهمة في المسؤولية المجتمعية لرقي الوطن والحفاظ على ثرواته، ونشر الخير والأمن والسلام في ظل مناخ ينعم فيه أبناء مصر الأوفياء بالأمن والأمان والاستقرار لتحقيق غد أفضل، ومستقبل مشرق لمصرنا الغالية.
فيما أوضح د. خالد غانم أن هذه الفقرة تعتبر فريدة من نوعها، وعمل تنفرد به بوابة يوتوبيا، وأن الفقرة هي نتاج عمل متنوع، وحرص دؤوب، وحوار ولقاءات، ولعلها تكون فاتحة خير لشبابنا المبدعين في أن يستمروا، وأن يقتدي بهم آخرون، فهم فلذات المستقبل، وقادة الأمل والإبداع.
وفي هذا الحلقة نقدم أطروحة للأستاذة مريم أحمد إسماعيل، بعنوان “هجرة النبي.. رحلة غيرت وجه العالم”، وإليكم النص:
هجرة النبي صلى الله عليه وسلم
( عام هجري جديد ١٤٤٦ه )
» عام هجري غادر ، فاللهم اغفر لنا كل ذنوبنا فيه سرها وعلانيتها واعف عنا وارض عنا واقبلنا .
» وعام هجري أقبل ، فاللهم إنا نسألك يمنه ويسره وأمنه وسلامته ونوره وبركته ، وبشرنا فيه يا الله بما يسرنا ،
وادفع عنا فيه مايضرنا ، آمين يارب العالمين .
☆ أهدي إليكم نقاطا في تلك الرحلة التي غيرت وجه العالم ، وبإذن الله منها تستفيدون ♡
إعداد / مريم أحمد إسماعيل
بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد _ صلى الله عليه وسلم _ ، رب اشرح لي صدري ، ويسر لي أمري ، واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي .
◇◇◇◇
☆ نزل جبريل عليه السلام إلى النبي _ صلى الله عليه وسلم _ بوحي من ربه _ تبارك وتعالى _ فأخبره بمؤامرة قريش ،وأن الله قد أذن له بالخروج والهجرة .
● المؤامرة كانت قتل النبي _صلى الله عليه وسلم_ ، واختير لذلك أحد عشر رئيسا من كفار قريش .
☆ ذهب النبي إلى أبي بكر الصديق _ رضي الله عنه _ ليبرم معه مراحل الهجرة ، ولم يشعر أحد بأنه يستعد للهجرة .
● تعالوا كده نقف عند النقطة دي ونفكر شوية ونحاول نستفيد منها في حياتنا !
مش واخدين بالكم من أن النبي صلى الله عليه وسلم( اختار الصديق قبل الطريق ) !
واشمعنى أبو بكر رغم إن كان فيه ناس تانية دخلت الإسلام ؟!
وأخذتوا بالكم من إنهم قعدوا يحطوا خطة للهجرة وماكانوش ماشين بعشوائية !
وإيه رأيكم في السرية التامة أثناء الاستعداد للهجرة ؟!
( لازم نختار الصديق الصح قبل أى رحلة سواء دراسة أو رحلة الحياة ؛ علشان وقت الصعوبات نلاقي اللي يفدينا ويهون علينا الرحلة ) ( ونسعى لوضع خطة واضحة وقواعد للسير أثناء رحلتنا ،وترتيب أولويات ) ( ونستعين على قضاء حوائجنا بالسر والكتمان حتى تتم ، ثم نحدث بنعمة الله علينا بالتمام )
☆ وكان وقت تنفيذ المؤامرة بعد منتصف الليل في وقت خروجه _ صلى الله عليه وسلم _ من بيته إلى المسجد الحرام يصلي فيه قيام الليل ، لكن الله غالب على أمره ، ” وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ” ، وقد فشلت قريش فى خطتهم فشلا ذريعا ، إذ خرج رسول الله _ صلى الله عليه وسلم _ من البيت ، وقد أخذ الله أبصارهم عنه فلا يرونه ، وهو يتلو ” وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ ” ، وقد كان ابن عمه علي يبيت في فراشه_ صلى الله عليه وسلم _ تلك الليلة .
☆ وسلك النبي _صلى الله عليه وسلم_ وصديقه طريقا يضاد تماما طريق المدينة الرئيسي المتجه شمالا ؛ لأنه كان يعلم أن قريشا ستجد في الطلب ، وأن الطريق الرئيسي ستتجه إليه الأنظار لأول وهلة .
● وقفة تأمل !
مش لازم نمشي مع القطيع ، ما ضرنا إن سلكنا طريقا مختلفا تماما _وإن كان وعرا _عن المألوف عند الناس مادام ذلك الطريق سينتهي بنا إلى النجاة والنجاح .
☆ ولما انتهيا إلى الغار ( غار ثور ) قال أبو بكر : والله لا تدخله حتى أدخل قبلك ، فإن كان فيه شيء أصابني دونك .
● وقفة تأمل ! ♡♡ عرفتوا ليه النبي صلى الله عليه وسلم اختار أبا بكر دون غيره ؟! ♡♡
☆ وصل المطاردون إلى باب الغار ، ولكن الله غالب على أمره ، روى البخاري عن أنس عن أبي بكر قال : كنت مع النبي _ صلى الله عليه السلام _ في الغار ، فرفعت رأسي فإذا أنا بأقدام القوم ، فقلت يا نبي الله ، لو أن بعضهم طأطأ بصره رآنا ، قال : ( ما ظنك يا أبا بكر باثنين الله ثالثهما ) ، وكانت المعجزة فقد رجع المطاردون .
● وقفة تأمل !
” فَمَا ظَنُّكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ ”
☆ وكانا قد استأجرا عبدالله بن أريقط ، وكان ماهرا بالطريق ، وكان على دين كفار قريش .
☆ ونزل رسول الله _ صلى الله عليه وسلم _ بالمدينة في بني النجار في أرض أمام دار أبي أيوب ، وكان قد استقبله _ صلى الله عليه وسلم _ أهل المدينة بالترحاب والفرح والثناء وأخذوا ينشدون :
● وقفة تأمل !
ما أجمل لذة الوصول والنجاح وفرحة المحبين لنا بنا !
يلا أفيقوا ، واهجروا الكسل ، وهاجروا إلى الله ، وحددوا نواياكم واستعينوا بالله ولا تعجزوا ، فكل من سار على الدرب وصل ، منكم السعي ومن الله العون والسعة .
بناء مجتمع جديد
☆ أول خطوة خطاها رسول الله صلى الله عليه وسلم هى بناء المسجد النبوي ؛ لأداء الصلوات وتلقي تعاليم الإسلام وتوجيهاته .
● وقفة تأمل !
علشان نتغير للأفضل في أى شيء ، فلازم أولا نصلح علاقاتنا مع الله _ سبحانه وتعالى _ لازم نلتزم بالصلاة ؛ فإنها تنهى عن الفحشاء والمنكر ، ونقرأ ونتدبر القرآن ؛ فإنه يهدي للتي هى أقوم ، ونلتزم بتعاليم الدين .
☆ ثم المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار ، وقد امتزجت عواطف الإيثار والمواساة والمؤانسة وإسداء الخير .
☆ سئل النبي _ صلى الله عليه وسلم _ أى الإسلام خير ؟
قال : ( تطعم الطعام ، وتقرئ السلام على من عرفت ومن لم تعرف )
☆ وكان يقول :
( يا أيها الناس ، أفشوا السلام ، وأطعموا الطعام ، وصلوا الأرحام ، وصلوا بالليل والناس نيام ، تدخلوا الجنة بسلام )
☆ ويقول : ( المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا )
☆ ويقول : ( لا يدخل الجنة من لا يأمن جاره بوائقه )
☆ ويقول : ( لا تباغضوا ، ولا تحاسدوا ، ولا تدابروا ، وكونوا عباد الله إخوانا ، ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاثة أيام )
☆ ويقول : ( من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة ، ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة )
☆ وقال : ( اتقوا الله ولو بشق تمرة ، فإن لم تجد فبكلمة طيبة ) .
◇◇◇◇◇◇◇◇
وختاما هذه النقاط ☆ جملة ما قرأته في كتاب ( الرحيق المختوم ) لأحد علماء الحديث في دولة الهند (الأستاذ صفي الرحمن المباركفورى) ، وقد أخذت هذا الكتاب من غرفة أبي _ رحمة الله عليه _ بعد وفاته ، أسأل الله أن يجعل كل حرف تعلمته من الكتاب ثقلا في موازين حسناتهم ، وأن ينفعكم بما قرأتم ، والحمد لله الذي هدانا لهذا ، وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله ، وإن كان من توفيق فمن الله وحده .
إهداء/ مريم أحمد إسماعيل