الجليد يسجل أدنى مستوياته فى القطب الجنوبى
تزيد حيرة العلماء بظاهرة انخفاض الجليد البحري في القطب الجنوبي إلى مستويات غير مسبوقة في هذا الوقت من العام، مما صعّب على العلماء فهم كيفية استجابة القارة للتغيرات المناخية، يتقلص الجليد عادةً إلى أدنى مستوياته بنهاية فصل الصيف في القارة في فبراير شباط، ثم يتراكم الجليد البحري مرة أخرى خلال الشتاء.
لكن لاحظ العلماء شيئاً مختلفاً هذا العام، إذ لم يعد الجليد البحري إلى المستويات المتوقعة في فصل الشتاء، بل وصل إلى أدنى مستوياته لهذا الوقت من العام، منذ أن بدأت السجلات قبل 45 عاماً،وانخفض الجليد بنحو 1.6 مليون كيلومتر مربع (0.6 مليون ميل مربع)، ليكسر أدنى مستوياته المسجلة في عام 2022، وفقاً لبيانات من المركز الوطني لبيانات الجليد والثلوج.
وصف بعض العلماء هذه الظاهرة بأنها استثنائية، وأنها أمر نادر جداً، والاحتمالات هي أنها تحدث مرة واحدة فقط في ملايين السنين.
يلعب الجليد البحري دوراً حيوياً في استقرار النظام البيئي، وفي حين أنه لا يؤثر على نحو مباشر على ارتفاع مستوى سطح البحر، إذ إنه يطفو بالفعل في المحيط، إلّا أن له تأثيرات غير مباشرة.
وقد يتسبب اختفاء جليد القارة المتجمدة في تعرض الصفائح الجليدية الساحلية والأنهار الجليدية للأمواج القوية ومياه المحيطات الدافئة، ما يجعلها أكثر عرضة للذوبان والانفجار.
ويمكن أن يكون لنقص الجليد البحري أيضاً تأثيرات كبيرة على الحياة البرية، بما في ذلك الكريل الذي تتغذى عليه العديد من حيتان المنطقة، وطيور البطريق والفقمة التي تعتمد على الجليد البحري للتغذية والراحة، كما يسهم الجليد البحري في القارة القطبية الجنوبية في تنظيم درجة حرارة الكوكب، ما يعني أن اختفاءه قد يكون له آثار متتالية تتجاوز القارة.