أخبار ومتابعات

ننفرد بنشر كلمة وزير الأوقاف بمؤتمر ” دور المرأة في بناء الوعي “

متبابعات يوتوبيا

يسرنا أن ننشر كلمة وزير الأوقاف أ د أسامة الأزهري بمؤتمر الأوقاف ” دور المرأة في بناء الوعي ” وإليكم نص كلمته :

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على سيدنا محمد سيد الأولين والآخرين وختام الأنبياء والمرسلين ورحمة الله تعالى للعالمين
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد ومولانا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا أما بعد.
فضيلة الأستاذ الدكتور محمد عبد الرحمن الضويني وكيل الأزهر الشريف نائبًا عن أستاذنا فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف حفظه الله، فضيلة الأستاذ الدكتور نظير محمد عياد مفتي الجمهورية الموقر معالي الوزيرة مايا مرسي وزيرة التضامن الإجتماعى الموقرة معالي الوزير المستشار محمود فوزي وزير الشئون النيابية والقانونية و……السياسي الموقر معالي الشيخ الدكتور عبد اللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ وزير الشئون الإسلامية والدعوى والإرشاد بالمملكة العربية السعودية الشقيقة معالى الدكتور عمر حبتور الدرعي رئيس الهيئة العامة للشئون الإسلامية والأوقاف والزكاة بالإمارات العربية المتحدة الشقيقة معالى السيد شودري سالك حسين وزير الشئون الدينية والوئام بين الأديان في جمهورية باكستان الشقيقة معالي الدكتور سيدي يحيى مرابط وزير الشئون الدينية والتعليم الأصلي في جمهورية موريتانيا الشقيقة معالي الدكتور محمد مصطفی نجم وزير الأوقاف والشئون الدينية في فلسطين الشقيقة معالي الدكتور أسامة محمد البطحاني وزير الأوقاف والإرشاد في جمهورية السودان الشقيقة ضيفة شرف المؤتمر صاحبة المقام الرفيع السيدة الكريمة سنتا نوريا عبد الرحمن حرم رئيس إندونيسيا السابق فخامة الرئيس عبد الرحمن ..

فضيله الشيخ علاء…، إمام مسجد أبي بكر الصديق باستراليا والحاصل على وسام دوله أستراليا أول إمام مصري يحصل على على هذا الوسام
ضيوف مصر الكرام من أصحاب المعالي والفضيلة والسعادة السادة الوزراء والعلماء والسفراء الحضور الكرام في هذا اليوم الأغرر 21 من شهر صفر 1446 من الهجرة الموافق 25 أغسطس 2024 من الميلاد وفي رحاب قاهرة المعز وبرعاية كريمة من فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية حفظه الله وبتشريف وحضور كريم ومن حضراتكم جميعا ينطلق هذا المؤتمر المهم المؤتمر الدولي الخامس والثلاثين للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بوزارة الأوقاف وهو المؤتمر الأول للوعظات وعنوانه دور المراه في بناء الوعي يسعدني ويشرفني بداية أن أنقل لحضراتكم جميعا تحيات معالي الدكتور المهندس مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء الموقر والذي شرفني بالإنابة عن سيادته في افتتاح هذا المؤتمر وفي أن أنقل لحضراتكم ترحيبه الحار وخالص دعمه وأمنياته لمؤتمرنا هذا كل التوفيق واسمحوا لي أن أوجز كلامي في عدة نقاط
الأولى قبل 135 سنه من الزمان وفي شهر سبتمبر 1889 من الميلاد الموافق سنه 1336 من الهجرة انعقد مؤتمر علمي مشابه لمؤتمرنا هذا ووفد إلى ذلك المؤتمر وفد مصري من علماء مصر ورجالاتها العظماء وكان منهم العالم الأزهري الجليل الأستاذ الشيخ حمزة عبد الله المفتش الأول للعلوم العربية بوزارة المعارف المصرية وقدم ذلك العالم الجليل ورقة بحثية ممثلة في كتاب من تأليفه اسمه باكوره الكلام على حقوق النساء في الإسلام وقد حظي هذا الكتاب بترحيب وتقدير دولي رفيع مما دفع دولة الوزير مصطفى رياض باشا رئيس مجلس الوزراء المصري في ذلك الوقت أن يأمر بطباعة هذا الكتاب ليكون أثرا علميا مصريا خالدا وباقيا وليخرج للتاريخ نسخة منيرة نذكرها اليوم ونشيد بها وكأن مؤلفه حي بيننا يشاركنا اليوم في مؤتمرنا هذا دور المرأة في بناء الوعي

الطيب
لم يكن هذا إسهامًا مصريا فقط، بل كان عملاً نشترك فيه جميعًا كمسلمين لنقدم للعالم رؤيتنا لتكريم المرأة وتعزيزها بما يعبر عن المسلمين جميعاً في أذن العالم، ويتجدد بنا اليوم العهد بهذه المعاني من للننسج على منوال ما سبق.
القضية الثانية يمضي زمن وتأتي سنة ثماني وتسعمائة وألف من الميلاد قبل قرن وثلث من الزمان وتعاني جامعة القاهرة معاناة كبيرة حينئذ لعدم وجود مقر لها و تعثرت إجراءات تأجير مقر مؤقت فعلمت الأميرة الكريمة فاطمة إسماعيل بهذا فقررت التبرع حينئذ بستة أفدنه لإنشاء مباني الجامعة الأهلية و أوقفت ست مئة وستين فداناً من أجود الأراضي المزروعة ليدخل إيرادها إلى ميزانية الجامعة وتحملت سائر تكاليف البناء، وتبرعت بجواهرها وحليها النفيس لبناء المقر الجديد للجامعة، و أوكلت الجامعة حينئذ الدكتور محمد علوي باشا في عملية بيع جوهراتها، فباعها وضخ المبلغ المتحصل منها في ميزانية الجامعة، ولم يقف دعم الأميرة للجامعة عند هذا القدر بل تحملت نفقات وضع حجر أساس الجامعة والذي كان سيحمل الجامعة نفقة باهظة خصوصاً أن الخديوي عباس حلمي الثاني أعلن انه سيحضر حفل الإفتتاح وكتب أمير الشعراء أحمد شوقي حينئذ قصيدة عصماء في هذا الحدث وفي تلك الأميرة، وإلى يوم الناس هذا تبقى في جامعة القاهرة في كلية الآداب نقش على مدخل كلية الآداب هذه من آثار حضرت صاحبة السمو الأميرة فاطمة إسماعيل ونحن اليوم في مؤتمر دور المرأة في بناء الوعي، نقدم تحية إكبار لروح هذه الأميرة الجليلة التي صنعت الوعي في أجل صوره، حيث انشأت مباني الجامعة الصانعة للعقول

عليم
يدور المؤتمر حول ستة محاور:
المحور الأول : دور المرأة في بناء الوعي الديني.
المحور الثاني : دور المرأة في بناء الوعي الثقافي.
المحور الثالث: دور المرأة في خدمة المجتمع.
المحور الرابع : دور المرأة في بناء الأسرة وتنشئة الطفل.
المحور الخامس: دور المرأة في تعزيز قيم التسامح والتعايش وصنع وبناء السلام.
المحور السادس : التجربة المصرية في تمكين المرأة.
وعلى ضوء هذه المحاور السداسية ستدور ابحاث المؤتمر وأطروحاته ومناقشاته وسوف نوصل معا المعاني والآفاق الكريمة التي نريد إيصالها للعالم من اعتزازنا بالمراة وتكريم ديننا الحنيف لها والإبانة عن دورها الجليل تاريخا وواقعا ومستقبلا في صناعة الوعي وفي خدمة المرأة لديننا ووطننا والإنسانية كلها.
القضية الرابعة: كم ربط القرآن الكريم وجداننا جميعا كمسلمين بالسيدات العظيمات فكم حدثنا عن حواء عليها السلام وعن بنات سيدنا لوط وعن سيدتا سارة وكم حدثنا القرآن عن سيدتنا هاجر وكم حدثنا عن ام موسى عن أخت موسى وعن زوجة موسى وعن امراة عمران وعن امراة أيوب وعن مريم ابنة عمران وعن ملكة سبأ وعن صاحبة سورة المجادلة وسيدات البيت النبوي من امهات المؤمنين وحديث القرآن عنهن في سورة الأحزاب حتى نصل إلى سورة أخرى كاملة من سور القرآن الكريم سميت باسم امرأة وهي سورة المجالة أو سورة المجادلة إلى أن يتوج القرآن الكريم ذلك بقوله جل جلاله “وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ”، ثم يأتي الهدي النبوي الشريف في قوله صلى الله عليه وسلم ” اسْتَوْصُوا بالنِّساءِ خَيْرًا” وفي قوله ” خَيرُكم خَيرُكم لأهلِه، وأنا خَيرُكم لأهلي” وفي قوله ” النِّساءُ شقائقُ الرِّجالِ” وفي قوله صلى الله عليه وسلم ” فإنَّكُمْ أَخَذْتُمُوهُنَّ بأَمَانِ اللهِ ” وفي قوله صلى الله عليه وسلم ” أُحَرِّجُ عليكم حقَّ الضعيفينِ : اليتيمُ، والمرأةُ” مع إجلال الشرع لقدر الأم وهذا نداء السماء في وجداننا شاهد علينا بما ينبغي أن نتخلق به في معاملة المراة وفي دعم القيام بدورها ورسالتها على أكمل وجه.\
القضية الخامسة : إذا كان المؤتمر عن المرأة ودورها في بناء الوعي فإن المراة الفلسطينية في مقدمة نساء العالم صبرا وتحملا

اسامة

المرأة الفلسطينية في مقدمة نساء العالم صبرا وتحملا وصمودا، وقد حفرت في وعي الأجيال المتعاقبة اسم فلسطين، وإن هذا الإسم لن يمحوه عدوان صارخ ولا قتل ولا حصار ولا تجويع ولا إبادة ولا تنكيل، وقد تحملت المرأة الفلسطينية مرارة فقد الزوج والأب والأهل ومرارة ثكل الولد وقامت ولا زالت تقوم ببناء الوعي في الأجيال على الثبات على الأرض وعدم قيول التهجير والنزوح وتقدم الابن تلو الآخر شهيدا فداء للأرض والوطن، فتحية احترام وإجلال لهذه المرأة العظيمة.
القضية الثالثة في هذا المؤتمر، السيدة الجليلة الكريمة حرم رئيس إندونيسيا الأسبق الرئيس عبد الرحمن والتي أرحب بها ترحيبا خاصا وأعرب عن سعادتي البالغة وسروري بتشريفها لنا اليوم، وأشكرها لقبول دعوتنا لحضور المؤتمر، حيث قامت بدورها الوطني سيدة أولى، ثم قامت بدورها الإنساني راعية لمبادرات إنسانية وأعمال خيرية ممتدة لمختلف أنحاء إندونيسيا فهي رمز نسائي جليل يقدم للعالم صورة مشرفة للمرأة المحبة لوطنها المؤمنة بالإنسان مهما كان عرقه ودينه، فكل التقدير والود والاحترام.

بشير
والختام في كلمتي: إن المرأة مفتاح نجاح الحياة ولبنة بناء الأوطان ونبعد العطاء الذي لا ينضب، ورغم قوة الرجل في الظاهر إلا أنها هي التي تثبت فؤاد الرجل وتقويه؛ ترضيها كلمة طيبة فكيف بعشرة عمر طيبة! هي الأم وإن كانت ابنة أو أختًا أو زوجةً، يحتويها الرجل ظاهرًا لكنها تحتوي عقله وهمته باطنًا، وتمسح همومه بما أودع الله فيها من رحمة.
إن المرأة خلقت لتكرم، كما أن الأوطان خلقت للوفاء، كما أن الأبوين خلقا للبر، كما أن العقول خلقت لتفكر وتبدع، كما أن الأمجاد خلقت لتكتسب، كما أن الأحزان خلقت لتترك، ولم ترد الأحزان في القرآن الكريم إلا منهيًا عنها، قال تعالى: “وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ”، فانظروا كيف حمى القرآن الكريم المرأة من الحزن، حيث قال سبحانه في حق سيدنا عيسى: “فَنَادَاهَا مِن تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا”، وقال سبحانه في حق سيدنا موسى: “فَرَجَعْنَاكَ إِلَىٰ أُمِّكَ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ”، وقال سبحانه لأم سيدنا موسى: “وَلا تَخَافِي وَلا تَحْزَنِي إنّا رادُّوهُ إلَيْكِ وجاعِلُوهُ مِنَ المُرْسَلِينَ”، وقال سبحانه: “فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلا تَحْزَنَ” ويقول سبحانه في نساء النبي صلى الله عليه وسلم: “ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ تَقَرَّ أَعْيُنُهُنَّ وَلا يَحْزَنَّ”، وقارن هذا بقوله سبحانه في أهل الجنة: “أَلا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا”، مع قوله سبحانه: “إِنَّمَا النَّجْوَىٰ مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا”، مع قوله سبحانه: “أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ”،
أقول للسادة العلماء الأجلاء هيا بنا لنجعل هذا المؤتمر بداية جديدة، نعود بها جميعًا لأوطاننا برؤية جديدة وروح جديدة ننطلق بها في أوطننا جميعا أشعالا منيرة لشعوب العالم بحسن معاملة المرأة بكامل الوفاء والاحترام والإكرام حتى تنحسر معدلات الطلاق وتزول كافة صور الانتقاص والأذى والتعدي لفظيا ومعنويا على المراة حتى تستقر الأسر وتسكن النفوس وتأتلف القلوب وتؤدى الحقوق وتعمر الأوطان، وأجدد الترحيب الحار بحضراتكم جميعا في بلدكم الثاني مصر داعيًا لكم بطيب الإقامة، متنميا لكم سلامة العود الى أوطانكم

زر الذهاب إلى الأعلى