تبحث الدكتورة فيان أحمد، الباحثة وأستاذة الهندسة الصناعية في الجامعة الأمريكية في الشارقة، في الأبعاد الاقتصادية والبيئية والاجتماعية للاستدامة، والتي تعد من الجوانب الأساسية التي تركز عليها الجامعة في أعمالها البحثية.
وتأتي أبحاث الدكتورة” أحمد” في وقت تركز فيه دولة الإمارات العربية المتحدة جهودها على تحقيق المبادرة الاستراتيجية للحياد المناخي 2050 وعلى استعداداتها لاستضافة مؤتمر الأطراف “كوب 28” القادم.
وتتناول الدكتورة “أحمد” الجوانب الاقتصادية للاستدامة في أبحاثها خاصة تحويل حرم الجامعات إلى بيئات مستدامة وتعديل المباني التقليدية، حيث عملت على تطوير أداة متعددة المعايير تساعد صناع القرار على وضع خيارات استثمارية فعالة من حيث التكلفة، وتسهيل الدمج التدريجي للتقنيات الذكية في حرم الجامعات، وتعزيز بيئة تعليمية أكثر استدامة. وتعتمد هذه الأداة الرياضية على مدخلات لتوليد مخرجات تساعد في تحديد أكثر الحلول الذكية والقابلة للتطبيق من الناحية الاستراتيجية لتلبية احتياجات الجامعات الحالية. ونظرًا للمعايير الكثيرة للجامعات الذكية، وبدلاً من إجراء تحول كامل مكلف، تساعد هذه الأداة صناع القرار على اختيار المعايير الذكية الأكثر جدوى من حيث التكلفة والأثر.
ودفع اهتمام الدكتورة أحمد بمفهوم الاستدامة الاجتماعية إلى استخدام مناهج بحثية مختلطة تركز على المبادئ الأساسية لإدارة العمليات في الشركات، واكتساب فهم أعمق لبيئات العمل وتأثيرها على الصحة النفسية للموظفين وعلى إنتاجية العمل للتأثير في اختيارات صانعي القرار. كما قامت أثناء إشرافها على رسالة دكتوراه في الجامعة على تطوير أداة لدعم صناعة القرار للمساعدة في تحديد حلول فعالة من حيث التكلفة لتحسين أداء الموظفين والتقدم، فضلاً عن المشاركة الفاعلة في صناعة البناء في الإمارات العربية المتحدة.
ومن جانبها قالت الدكتورة “أحمد” إنه لقد صار مفهوم الاستدامة جزءًا لا يتجزأ من جميع مجالات الحياة وله تأثير واضح على اقتصادات العالم والحياة الاجتماعية والبيئة المبنية. اقتصاديًا، تستهلك المباني ذات الانبعاثات الصفرية طاقة أقل بنسبة 38 في المائة من المباني التقليدية، مما يؤدي إلى انخفاض كبير في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون وخفض تكاليف الطاقة. أما اجتماعيًا، فقد صار هناك وعي أكبر للتأثير طويل المدى لما أصبح يُعرف باسم “الاستدامة الاجتماعية” والذي يتعلق باحتفاظ المؤسسات بالموظفين وتعزيز إنتاجيتهم. ثم هناك الجانب البيئي والذي يتعلق بكميات الطاقة والغذاء التي نستهلكها والمخلفات التي ننتجها”.
أما فيما يتعلق بالبعد البيئي للاستدامة، فقد تركزت أبحاث الدكتورة أحمد على النفايات الصلبة، حيث طورت الدكتورة “أحمد”، والتي تترأس فريقًا يضم طلبة في مراحل البكالوريوس ودراسات عليا، نموذجًا دقيقًا للتعلم الآلي يحدد الأنماط والعلاقات بين العوامل الاجتماعية والاقتصادية وتوليد النفايات الصلبة، مقدمة رؤى قيمة لواضعي السياسات حول استراتيجيات إدارة النفايات الفعالة.
وقد نُشرت أبحاث الدكتورة أحمد في مجلات محكمة وتلقت دعمًا من برنامج منح أبحاث أعضاء الهيئة التدريسية في الجامعة الأمريكية في الشارقة. كما شاركت في ندوات ومؤتمرات تركز على الاستدامة وأصحاب المصلحة في الصناعة وواضعي السياسات والمنظمين.