مقالات الرأى

د عصام المغربي يكتب: علاقة اللغة بالفكر والإبداع

إن الفرد الذكي هو الذي يعرف جيداً أن اللغة والفكر والإبداع وجهان لعملة واحدة فكلما كان تفكير الفرد واضحاً ومحددا ودقيقا فإن الفرد يبني استراتيجيات تفكيره.عبر ذلك في لغة واضحة وسهلة وبسيطة.ولعل الكثير من الاضطرابات النفسية والعقلية يمكن الاستدلال عليها من خلال ما يكتبه هذا الشخص المضطرب إذ نجد لغة مفككة وغير مترابطة.ولا شك أن هذه اللغة تعكس تفكيراً مضطربا ومشوشا يعكس حال اللغة لدى شخص يفكر حيث تكون واضحة ومحددة ومفهومه.ومن ثم فإنها تتمثل في القدرة على توصيل ما يريده بدقة كان ذلك كتابيا او شفويا مستخدماً لغة دقيقة لوصف الأعمال.واستخدام مصطلحات محددة والابتعاد عن الإفراط في التعميم.فالموضوعات التي تصلح لأن تكون محورا للروايات والمسرحيات أو حتى القصص القصيرة ملقاة على الطريق العام.فإنها تحتاج فقط إلى قناص يدركها ويلاحظها.فالأفراد الأذكياء هم الذين يلاحظون بدقة كل ما يقع تحت أبصارهم وأسماعهم أو أي حاسة أخري من حواسهم ولذلك فإنهم يستوعبون مثيرات ومداخلات البيئة المحيطة بهم أكثر قد لا يتمتعون بنفس هذه الدرجة من حدة اليقظة والانتباه.

وتلعب اللغة في العصر الحديث دورا مهماً في ظل الثورة التكنولوجية الهائلة وفائقة السرعة تطورا سريعا مما أحدث تغييرات كبيرة وعميقة في مختلف مجالات الحياة ويزداد تأثيرها يوما بعد يوم الأمر الذي يتطلب مستوى عال من الفكر والإبداع حتى يستطيع الفرد أن يواكب ما يدور حوله حتى إذا أصبح موضوع التفكير والبحث فيه بالغ الأهمية في التربية المعاصرة التي تؤكد ضرورة تنمية قدرة الفرد على التفكير ليتمكن من التعامل مع هذه الثورة العلمية والمعرفية التي تجتاح العالم ويكون قادرًا على التفكير غير التقليدي بطريقة علمية سليمة فالحاجة أصبحت ضرورية ومتقدمة من التفكير إلي زيادة الرغبة في الإصغاء إلي الآخرين ونقص التمركز حول الذات.كما أن أسلوب التفكير يقيس تفضيلات الأفراد اللغوية والمعرفية ومستويات المرونة لديهم في العمل والتعامل مع الآخرين.

والمرونة المعرفية تعد بعدا من أبعاد الشخصية التي لها تأثير إيجابي وفعال لأنها تمكن الفرد من تقبل الأفكار المتنوعة والسيطرة على استراتيجياته المعرفية وتشجعه على مواجهة الصعوبات التي تعترضه فهي تعبر عن قدرة الفرد على نقل المعرفة والمهارات عبر المواقف والمجالات المختلفة.وان علاقة اللغة بالفكر والابداع من الخصائص الشاهدة على التفكير وتعني القدرة علي إجراء التغييرات في فهم المعاني والتفسير ات أو استيعاب المشكلات بعدة طرق أو تغيير في نمط التفكير للوصول للحلول المناسبة كما يتضح لنا أهمية اللغة بالفكر والإبداع .ويعد التفكير المرن بالإبداع فهو القدرة
على التفكير بأفكار جديدة وابتكار اختراعات جديدة تساعد على المهارات العلمية.

د عصام المغربي خبير علم النفس السلوكي والتنمية البشرية

زر الذهاب إلى الأعلى