مقالات الرأى

د نبيل السمالوطي يكتب: الجانب القيمي في الشخصية المصرية

تمثل المعتقدات الدينية والقيمية والأخلاقية دورا محوريا في بناء شخصية المصري قديما وحديثا. وتتألف الشخصية من عدة أبعاد مهمه. فهناك البعد الجسمي الذي يقل بجسم الإنسان وصحته أو مرضه وغذائه ونشاطه….. الخ، وهناك البعد العقلي الذي يتمثل في ذكاء الإنسان وقدراته العقلية واساليب تفكيره الخ، وهناك البعد الاجتماعي الذي يتمثل في علاقات الانسان بغيره واهتماماته الاجتماعيةالخ، وهناك البعد النفسي الذي يرتبط بعواطفه وحالاته الوحدانية وإنطوائه أو انبساطه الخ، وهناك البعد الديني الذي يتمثل في معتقداته وقيمه اخلاقياته وعباداته. الخ. وهناك البعد الثقافي الذي يتمثل في اهتماماته الثقافية والمعلوماتية والعلمية والفنية.
وتشير الدراسات حول الشخصية المصرية إلي غلبة الجانب العقدي أو القيمي والأخلاقي على باقية جوانب الشخصية المصرية قديماً وحديثا. ذلك لأن أساليب تفكير الإنسان، وعلاقاته الاجتماعية، ووجدانياته واهتماماته، وسلوكه يتأثر دائما بالجوانب العقائدية والقيمية والأخلاقية التي يؤمن بها. وهذا يؤكد أن الثقافة الدينية هي من أهم العوامل المشكلة لسلوك الإنسان الاجتماعي والاقتصادي والتربوي والبيئي… الخ وهذا يبرز أهمية تجديد الخطاب الديني في كل مرحله زمنيه. والمصري في كل عصوره تصدر سلوكياته وتفاعلاته وعلاقاته ووجدانياته من الأبعاد العقائدية. وفي مقدمه هذه الأبعاد وعقيده التوحيد المطلقة وهي عقيده كل الأنبياء والرسل من آدم عليه السلام إلى محمد عليه الصلاة والسلام.)) والبعد أو الثقافة الدينية هي المؤثر الأساس في بناء الشخصية المصرية قديماً وحديثا. فالمصري يؤمن بالقيم الإسلامية العليا ومكارم الأخلاق.
وهي مستمدة من الكتب السماوية وأهمها قيم العدل والحق والإخاء، وحقوق وحريات الإنسان، وقيم الاستقامة الخ.
والمسلم يؤمن بالتنوع البشري ف الدين واللغة والشكل والاهتمامات والمسئوليات الاقتصادية والاجتماعية.. الخ، وهذا التنوع سنه من سنن الله، وهو إرادة الله سبحانه وتعالى بقول تعالي (وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ)
والمتبع للإسلام عقيدة وشريعة وأخلاقًا وحضارة ومسيرة، يدرك أن الله أهدى هذا الدين وفي مقدمته عقيده التوحيد لكل البشر عن طريق أنبيائه ورسله، وعن طريق العقل السليم والفطرة السوية التي تتوصل إلى حقيقة الوحدانية للإله، وهذا يؤكد أن العطاء الأعظم للإسلام ولكل جهود الأنبياء والمرسلين هو التوحيد المطلق للخالق، والتوجه له بالعبادة، والإيمان بالأركان الخمسة للإسلام، والأركان التسعة للإيمان، وتطبيق مكارم الأخلاق.

أ د نبيل السمالوطي – أستاذ علم الاجتماع والعميد الأسبق لكلية الدراسات الإنسانية

زر الذهاب إلى الأعلى