ننفرد بنشر كلمة أمين عام اتحاد الجامعات العربية بمؤتمر اليوم العالمي العربي للمسئولية المجتمعية
متابعات يوتوبيا
تحت رعاية اتحاد الجامعات العربية
وبالتعاون مع إدارة التنمية المستدامة والتعاون الدولي بجامعة الدول العربية انطلق اليوم الاثنين 16 سبتمبر 2024 بمقر جامعة الدول العربية بالقاهرة أعمال مؤتمر
اليوم العالمي العربي للمسئولية المجتمعية والتنمية المستدامة للجامعات العربية
وقد أدارت الجلسة الافتتاحية الدكتورة / راندا رزق الأمين العام للمجلس العربي للمسئولية المجتمعية وبحضور
• معالي الدكتور الوزير / عمرو عزت سلامة – أمين عام اتحاد الجامعات العربية والرئيس الشرفي للمؤتمر، والوزير المفوض / ندي العجيزي – مدير إدارة التنمية المستدامة والتعاون الدولي بجامعة الدول العربية، الأستاذة / سحر الجبوري – رئيسة مكتب ممثل وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى “الأونروا” بالقاهرة، والأستاذ الدكتور / سمير النجدي – رئيس جامعة القدس المفتوحة، والأستاذ / أحمد رزق – مدير مكتب رنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية “UN Habitat” في مصر، والأستاذة / نادين جميل – المنسق الوطني لبرنامج الأمم المتحدة للمتطوعين UNV، والأستاذ الدكتور / حسن اللقيس – رئيس الجامعة الإسلامية في لبنان، والدكتورة / نعيمة القصير (إطلاق الشبكة العربية للمسؤولية المجتمعية للجامعات)، والدكتور / يوسف ذياب والذي يتفضل بالإعلان عن المسابقة وشروط ومعايير الجائزة العربية للمسؤولية المجتمعية للجامعات، والدكتور / محمد عزام أمين عام المجلس العربي للمسؤولية المجتمعية
وقد أكد د عمرو عزت سلامة على
أننا نجتمع هنا اليوم لأننا نعتقد جازمين أن الجامعات تقوم بدور خاص ومسؤولية خاصة في مواجهة تحديات البيئة والمناخ والاستدامة والجامعات مكلفة بالنظر إلى ما هو أبعد من الحاضر وما هو أبعد من المحلي، وأن تتبنى منظوراً بعيد المدى وواسع النطاق. وتتطلب الاستدامة هذا النهج على وجه التحديد، لأنه لا يتعلق بالسنوات القليلة القادمة، بل يتعلق بالتزاماتنا تجاه الأجيال القادمة؛ ولا يتعلق الأمر فقط بدولنا العربية، بل يتعلق بالعالم المترابط بأكمله. إنها مشكلة سيلعب اكتشاف ونشر المعرفة دوراً حاسماً فيها.
ان التعليم والتنمية وجهين لعملة واحدة محورهما الانسان، ولا تستطيع التنمية أن تحقق أي خطوة الا إذا توفرت القوى البشرية المؤهلة، اذ يقاس تقدم المجتمعات ورقيها بمستوى المسؤولية المجتمعية فيها فالكثير من متطلبات التنمية المستدامة تجد تطبيقاتها في المسؤولية المجتمعية، فالهدف الأسمى من المسؤولية المجتمعية هو المساهمة في التنمية المستدامة التي تهدف إلى القضاء على الفقر، وتوفير الصحة للجميع والعدالة المجتمعية، وتلبية احتياجات المجتمع، وذلك من خلال استخدام الموارد دون المساس بالاحتياجات للأجيال المستقبلية.
وفي عصر التكنولوجيا ومجتمعات المعرفة والاقتصاد الرقمي، الذي أصبح يشكل أكثر من 25% من الناتج
المحلي الإجمالي العالمي، أصبحت المعرفة ورأس المال البشري في غاية الأهمية لتعزيز النمو الاقتصادي
والتنمية، وتعد الجامعات من أكثر المؤسسات تحملا لمسؤولية تحقيق التنمية المستدامة؛ اذ تقوم بعدة أدوار داخل المجتمع تساهم من خلالها في أحداث التنمية المستدامة، حيث يتم إجراء البحوث الرائدة المهمة في كثير من الأحيان داخل الجامعات لتطوير الحلول العلمية للمشاكل البيئية والاقتصادية، مما يساعد على توليد الابتكار والمعرفة. وكذلك فإن الجامعات مسؤولة عن تثقيف صناع القرار الذين يشكلون المستقبل. هذا وتلعب الجامعات الدور الرئيس في تزويد المجتمع بالقوى العاملة ذات المهارات العالية والمواطن المسؤول من خلال تقديم التدريس ذو المعايير العالية وتضمين مفهوم التنمية المستدامة في جميع مناهجها الدراسية. كما تسهم الجامعات في تعزيز الاستدامة من خلال بناء شراكات مع القطاعين العام والخاص لدعم مشروعات التنمية المستدامة.
حصله الاصالة
وقد شهدنا بالفعل مبادرات رائعة من الجامعات العربية التي تبنت سياسات الجامعات الخضراء” وعملت على الحد من انبعاثات الكربون واستخدام الطاقة النظيفة. فعلى سبيل المثال: تعد جامعة عين شمس في مصر انموذجا يحتذى به في تطبيق سياسات الجامعات الخضراء من خلال زيادة المساحات الخضراء داخل الحرم الجامعي واستخدام نظم ذكية في إدارة الموارد. كما أطلقت برامج مجتمعية لتعليم الطلاب والسكان المحليين كيفية الحفاظ على الموارد كما نفذت جامعة القاهرة مشروع حرم جامعي أخضر”، الذي يهدف إلى تقليل استهلاك الطاقة والمياه وزيادة المساحات الخضراء في الحرم الجامعي، وكنتيجة لذلك، تمكنت الجامعة من تقليل استهلاك الكهرباء بنسبة 25% بعد تركيب نظام إنارة يعمل بالطاقة الشمسية.
ومن خلال مبادرات جامعة القاهرة، تم إعادة تدوير %40% من النفايات الصلبة في حرم الجامعة، وهو ما يقلل من التأثير البيئي للنفايات بنسبة 35% مقارنة بالسنوات السابقة وتشارك الجامعة في مشروع “نيل بلا حدود” الذي يساهم في تحسين نوعية المياه، وتقليل التلوث بنسبة تتراوح بين 15-20
أما الجامعة الأمريكية بالقاهرة، فقد حققت نجاحًا كبيرًا في مجال الطاقة المتجددة، حيث أسفر مشروع الحرم الجامعي الجديد عن تحقيق كفاءة طاقية بنسبة 30% أكثر من الحرم الجامعي القديم، بالإضافة إلى تقليل
استهلاك المياه بنسبة 50%.
وفي المملكة العربية السعودية قامت جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية بتطوير تقنيات لتحلية المياه بكفاءة عالية، وهو أمر حيوي في منطقة تعاني من ندرة المياه، وتستخدم الجامعة تقنيات لتحلية المياه مع تقليل
استهلاك الطاقة بنسبة تصل إلى 20%، مما يساهم في تحقيق التنمية المستدامة في المناطق الصحراوية. كما أطلقت جامعة زايد في الإمارات العربية المتحدة مبادرات لخفض انبعاثات الكربون، وحصلت على شهادة “الريادة في تصميمات الطاقة والبيئة” (LEED) لمبانيها، مما يؤكد على التزامها بتوفير بيئة تعليمية
مستدامة.
وفي المغرب، ساهمت جامعة محمد الخامس في إنشاء مشاريع للطاقة الشمسية في مناطق نائية، مما أدى إلى تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري بنسبة 25% في تلك المناطق منذ عام 2019.
أما في لبنان، فقد قامت الجامعة الأمريكية في بيروت بتطبيق مشاريع لإعادة تدوير النفايات وتحويلها إلى سماد عضوي، بالإضافة إلى دعمها لأبحاث مواجهة التغير المناخي في منطقة الشرق الأوسط.
وفي سلطنة عمان فقد تمكنت أبحاث جامعة السلطان قابوس من تطوير تقنيات زراعية تزيد من كفاءة استخدام المياه بنسبة 25%، مما يساعد في مكافحة ندرة المياه في المناطق الزراعية.
وساعدت مبادرات جامعة تونس بالتعاون مع منظمات دولية في زيادة إنتاجية الأراضي الزراعية بنسبة %20 وتقليل استهلاك المياه بنسبة 30% في المناطق التي تم تطبيق المشروع فيها بين عامي 2018 2022
وكان للجامعة الأردنية دورا مهما أيضا حيث ساهمت في تحسين كفاءة استخدام المياه في الزراعة بنسبة %18 وتقليل استخدام المبيدات بنسبة 30% في مناطق زراعية مختارة بين عامي 2017 و 2022.
كما أسهمت مشاريع جامعة الإمارات العربية المتحدة في تقليل استهلاك الطاقة في المباني السكنية بنسبة %20 منذ إطلاق برنامج “المدينة المستدامة” في 2018
وأسفرت ابحاث جامعة الكويت عن تقديم توصيات للحكومة الكويتية ساعدت في تقليل التلوث البحري بنسبة 2021 20%
ووفقا لتصنيف Ul Green metric للجامعات الخضراء، نجد أن جامعات مثل جامعة الإمارات العربية المتحدة وجامعة القاهرة تتصدر الترتيب في العالم العربي. وتخصص بعض الجامعات، مثل جامعة الملك
عبد الله للعلوم والتقنية، ما يقارب 25% من ميزانياتها البحثية لدعم مشاريع الاستدامة والطاقة المتجددة وتشير دراسات من الجامعة الأمريكية في الشارقة إلى أن أكثر من 65% من الطلاب يشاركون في أنشطة
مجتمعية تتعلق بالمسؤولية المجتمعية.
الحضور الكرام
ان اتحاد الجامعات العربية يضم في عضويته قرابة 450 جامعة عربية ويمثل الاتحاد أحد أهم مؤسسات العمل العربي المشترك وبصفته منصة للجامعات العربية وأصحاب المصلحة المعنيين بالتعليم العالي في المنطقة، وضمن خطته الاستراتيجية للفترة من 2019-2030 ركز على بناء اتجاهات البحث نحو مجتمع المعرفة، وذلك من خلال مشاريعه وبرامجه العلمية والبحثية.
وبدورنا في الاتحاد نولي أهمية كبيرة للمسؤولية المجتمعية وتحقيق أهداف التنمية المستدامة، ومن هذا المنطلق فقد أنشأنا مجلس المسؤولية المجتمعية للجامعات العربية.
كما أنشأنا المجلس العربي للتنمية المستدامة في الجامعات العربية لتفعيل دور مؤسسات التعليم العالي العربية، وإعداد الإنسان القادر على خدمة أمته العربية، وتشجيع مراكز البحث العربية المشتركة، وربط
موضوعاتها بالأوضاع الاقتصادية والاجتماعية.
كما أن التصنيف العربي للجامعات من منظور المسؤولية المجتمعية الذي يجري العمل لإطلاق النسخة الثانية منه قريبا يتفرد بوجود مؤشر حول نسبة مشاركة المؤسسة التعليمية في الخدمة المجتمعية والانسانية ويهدف ليكون محفزاً حقيقياً للمسؤولية المجتمعية في المجتمعات العربية، ويسهم في المساعدة لاختيار الطلبة للجامعات العربية.
وأخيرا
بالرغم من التقدم الملحوظ، إلا أن الجامعات العربية تواجه تحديات كبيرة، تشمل نقص التمويل المخصص للبحث العلمي والحاجة إلى تطوير البنية التحتية الأكاديمية، بالإضافة إلى تعزيز التعاون بين الجامعات والقطاعات الصناعية والحكومية لتحقيق الأهداف المشتركة. وللتغلب على هذه التحديات، ينبغي علينا زيادة التمويل المخصص للأبحاث العلمية خاصة في مجالات الطاقة المتجددة وإدارة المياه، وإدماج المسؤولية المجتمعية في المناهج الدراسية، وزيادة الروابط والتعاون مع قطاع الصناعة ومراكز الانتاج وتعزيز العلاقات والتعاون مع الجامعات ومراكز الابحاث الدولية، وتبني سياسات الانتقال إلى مجتمع المعرفة.
ويمكننا القول أن المعيار النهائي لقياس نجاح الجامعة هو تحسين حياة الأشخاص الذين تخدمهم.
بطريقة أخرى، يجب أن تكون احتياجات المجتمع في مركز نشاطات الجامعة، مع ضرورة التكيف المرن وفقا للاحتياجات المجتمعية المتغيرة.