ثقافة وابداع

قراءة في كتاب: أمريكا الإفريقية دراسة أنثروبولوجية أ.د راندا رزق (4)

يكتبها د. خالد غانم: نظرة عامة في مضمون الدراسة 

تأتي أهمية الكتاب من حيث كونه يعطي إلماحة إلى علم أنثربولوجيا والذي. يؤدي دورًا مهمًّا في الحياة، ودراسة الكيان الإنساني والمجتمع. والطباع الإنسانية المتنوعة، كما يمثل باعثا أساسًا لدراسة تداول الثقافات والفن الأدبي، بل هو الحياة الآمنة ذاتها إذا اعتبرنا أنه يجسد القيم الحياتية والإنسانية ويرسخها في نفوس المجتمعات والشعوب.

ويسرنا أن نعرض التقديم الثاني للكتاب والذي كتبه الدكتور عصام عبد العزي، ونسرد في الجزء الثاني منه:
فيقول:

فالكتاب يقدم لنا خلال صفحاته التتبع الفكرى والفلسفى لنشأة وتطور المسرح الأفريقى-الأمريكى ثم تتطرق أيضا وبوعى علمى الى المصطلحات الأدبية التى أطلقت على هذا النوع الفنى لتبين لنا مدى ارتباط الطقوس الأفريقية القديمة بالمسرح ومدى تأثيره على المسرح الأمريكى والعالمى أيضا وذلك من خلال المحاولات الجادة والمستمرة من الكتاب السود .

ثم تقوم د. راند رزق بتسليط الضوء على أهم انتاج الكتاب السود أمثال رواجونز ،ريتشارد رايت ، لنجستون هيجيز ، والكاتبة الهامة لورين هاشبرى . فهؤلاء الكتاب قد عبروا من خلال الفن الدرامى ، والذى يعتر سلاحا هاما من أسلحة الرفض ،عن صيحات الاحتجاج والتمرد الفكرى والنفسى ..لهذا الانسان الذى كتب عليه أن يكون ” أسود اللون ” .

ان من يقرأ أعمال هؤلاء الكتاب سوف يدرك بلا شك أن هذا الانسان يريد أن يتصدى لقدره لكى يثبت للعالم أجمع أنه يستطيع أن يؤكد ذاته ككونه رجل أفريقى أسود له تراثه وتقاليده وطقوسه الخاصة والمميزة فى العالم كله من ناحية ، وأنه أيضا قادر على العطاء الفنى وفى جميع المجالات الفنية سواء فى الشعر أو القصة القصيرة والطويلة ، وأيضا فى فن المسرح والدراما .
أن الفن الحقيقى لا يخضح للون الانسان أو لجنسه أو لدينه ..بل لقدرة ذلك الانسان على الخلق الفنى والابداع والتعبير عن الذات الانسانية .

بل يرى الشاعر النيجيرى كرستوفر أوكيجبو ” أنه لا يوجد أدب أفريقى ، وانما يوجد أدب جيد وأدب ردىء،ولا شىء غير ذلك ” .
وذلك ما أكده الفنان ورجل المسرح الأفريقى فى أمريكا من خلال تقديم طقوسه وشعائره الدينية والسحرية على المسرح والتى ربط بها بين تراثة القديم والمغرق فى القدم وبين امكانية استمرار وامتداد هذا التراث عبر الزمن الحيث والذى يعيش فيه فى قلب أمريكا ذاتها .

لقد بينت لنا المؤلفة خلال هذا العرض العلمى والممتع ، قدرة هذا الفنان على تقديم نفس تلك الطقوس والشعائر ولكن بشكل فنى جديد وفى لغة درامية جديدة تقدم على المسرح بلا خجل أو وجل ،وقدرته أيضا على التعبير عن صرخات الاحتجاج والتمرد ضد كل العقبات التى تقف فى طريقه ، لكى يؤكد ذاته كفنان يستطيع أن يعبر من خلال الدراما عن صرخات الاحتجاج والتمرد والقهر . ان هذا الكتاب مهم ويستحق القراءة والدراسة أيضا ”

 

زر الذهاب إلى الأعلى