ثقافة وابداع

كتاب “التربية المسرحية”.. رؤية جديدة تنموية قابلة للتطبيق

كتب: د. خالد غانم

ضمن سلسلة الإبداع المسرحي الصادرة عن الهيئة المصرية العامة للكتاب برئاسة الدكتور هيثم الحاج علي ـ وذلك قبل تولي الدكتور أحمد بهي الدين رئاسة الهيئة المصرية العامة للكتاب ـ صدر كتاب الدكتورة راندا رزق بعنوان “التربية المسرحية بين التأويل والتأصيل.. دراسة سيسيو تربوية”.

تتناول راندا رزق عددا كبيرا ومتنوعا من القضايا والموضوعات المتصلة بالظاهرة وأشكالها وميراثها المتعدد والمركب، عبر جهد طموح في جمع المادة واستقصائها وتنظيمها في إطار كلي.

فقد استهلت كتابها بفصل عن تاريخ المسرح وأنواعه، ثم انتقلت في الفصل الثاني إلى الإعلام التربوي والمسرح المدرسي، فيما جاء الثالث عن علاقة المسرح بالشارع، واستعرض الفصل الرابع السيكودراما “عندما يصبح المسرح علاجا”، واتخذ الفصل الخامس عنوانا عاما “الطفل يتهجى المسرح”.

يشتمل الكتاب على محاور متعددة، التاريخ والأشكال والوظائف، فضلا عن قضايا نوعية، مع اجتهاد واضح في جمع المادة واستخلاصها من مصادر متعددة، ووضع روابط وسياقات تبرر هذا الجمع الكمي وتفسر الدلالات والعلاقات بين تاريخ المسرح وأشكاله ووظائفه، و صلة ذلك كله بالمسرح المدرسي أو مسرح الشارع أو الأنواع المسرحية الأخرى.

الكتاب يقع فى 300 صفحة من القطع الصغير، وقد تمت مناقشة كتاب “التربية المسرحية بين التأويل والتأصيل” مؤخرًا، وذلك في ختام فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب بأرض المعارض، وذلك تحت شعار “ثقافة تضامنية أم تضامن ثقافي”.
ويتناول كتاب “التربية المسرحية بين التأويل والتأصيل” دراسة سوسيو تربوية والرؤى الاجتماعية والتربوية للمسرح، باعتباره الوسيلة الوحيدة للتعبير عن ما يجول في خاطر وأحاسيس كاتب النص المسرحي، ويأتي من الحركة ومن الكلام وبعض المؤثرات الأخرى لكي تحول معنى المسرحية إلى مشاهدة تمثيلية أمام الجمهور، حيث يتم شرح بين مجموعة عناصر فنية كالإخراج والتمثيل والموسيقىـ ومن الديكور والإضاءة مكونين في النهاية المسرحية بصورتها وأفكارها المتكاملة.

وهذا الكتاب هو الجزء الثاني من الكتاب الأول الذي كان بعنوان “التربية المسرحية.. أثر المسرح على مستقبل التعليم”، والذي تم نشره في الهيئة العربية للمسرح بالشارقة والمعروض في جناح الإمارات هذا العام بعد أن نفذت الطبعة الأولى منه.

ويلقي الكتاب الضوء على أهمية الإعلام التربوي في تحديد المشاكل المجتمعية في نقل المفاهيم والقضايا إلى المسرح المدرسي، وتضمن المؤلف فضلا عن علاقة المسرح بالشارع بوصفه نافذة جديدة للمسرح، وأيضًا أهمية المسرح عندما يكون علاجًا للمشكلات والقضايا المجتمعية “السيكو دراما”.

كما أبرزت مكونات الكتاب أهمية المسرح كنشاط مدرسي للطفل ودوره في تكوين ذكاءه الإبداعي، وفي دعم الفعل لغويًا وإكسابه الفصاحة في كلامه وتزويده بكم هائل من المعلومات التي توسع دائرة تفكيره، ما يؤدي إلى احتمالية إبداعه في كل مجالات حياته، بالإضافة إلى ترسيخ القيم المجتمعية الإيجابية وتحقيق الأهداف التربوية.

ويستعرض الكتاب تاريخ المسرح وأنواعه الذي يعتني بدراسة المسرح الإغريقي وأنواعه ودراسة تاريخه على مر العصور، ورصد المسرح الفرنسي والإنجليزي والإسباني، ومسرح القدماء المصريين، بالإضافة إلى المسرح العربي ومسرح البلاي باك، عوضًا عن دراسة المسرح الصوتي الدرامي “الأوبرا”، ومسرح الباليه، والمسرح الموسيقي.

ويعتني الكتاب بالتركيز على المسرح المدرسي بدراسة عناصر بناء المسرحية، الموضوع، الشخصية، البناء الدرامي، الصراع، السيناريو، الحوار، وغيرها من العناصر، ويعقد الكتاب مقارنة بين المسرح المدرسي في أنحاء عديدة حول العالم والبلاد العربية.

زر الذهاب إلى الأعلى