قراءة في كتاب.. قطر التي عشناها للشيخ فيصل بن قاسم آل ثاني (11)
تكتهبها: أ .د/ راندا رزق

لا تزال الحلقات التحليلية يرقبها المتابعون، من خلال دراسة كتاب ( قطر التي عشناها )، لمؤلفه الشيخ فيصل بن قاسم آل ثاني ، وكما ذكرنا ـ سابقُا ـ أن الشيخ قاسم جد جده هو مؤسس دولة قطر، وهذا المؤلَّف يُسطَّر فيه سيرة دولة قطر ومسيرتها.
وهذا الكتاب كما ذكر مؤلفه كتبه بكل هدوء وروية، دون مغالاة أو محاباة، وقد خرج في فصول تمتاز بدقة في المعلومة، ووضوح المعنى، وتوثيق لأحداثه.
وطبيعة الحكم والسلطة أن تكتسب مكانتها ودوامها من الشعب واستعادتها من الدستور، وقد ذكر المؤلف هذا المعنى حين قال: “اكتسبت الأسرة الحاكمة في قطر شرعيتها من أهل قطر ومحبتهم بعد عقود طويلة من العطاء والعمل معًا؛ من أجل تأسيس وازدهار دولة قطر المستقلة”.
والكتاب يوضح في الفصل السادس أنه خلال حكم صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني (1995 – 2013)
أمير دولة قطر السابق،
صدر الدستور الدائم للبلاد، ووُضعت “رؤية قطر الوطنية 2030″ الساعية لتعزيز الارتقاء إلى الاقتصاد المعرفي، وتحويل قطر إلى دولة متقدمة قادرة على تحقيق التنمية المستدامة وعلى تأمين استمرار العيش الكريم لشعبها جيلا بعد جيل.
وأعلن سموه يوم 25 يونيو 2013 تسليم مقاليد الحكم لولي عهده سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.
وقد كان لسموه لمسة بارزة وبناءة في رؤية قطر الوطنية 2030، من خلال رئاسته اللجنة العليا المشرفة على وضع رؤية الدولة، وذلك بتكليف من سمو الأمير آنذاك، لحين إطلاقها عام 2008، ومتابعة سموه لتنفيذ هذه الرؤية إلى يومنا هذا.
وكان من أبرز ما أشرف عليه سموه كذلك -زمن ولاية العهد- انطلاقة اليوم الوطني للدولة؛ وذلك لإيمانه بأهمية معرفة الأجيال الصاعدة لتاريخ قطر وسيرة الأجداد المؤسسين وقيمهم الخالدة؛ لتتمثلها وتحافظ عليها وتتغنى بها.
كما عمل سموه على انطلاقة اليوم الرياضي للدولة، وذلك لعمق إيمانه بأهمية صحة الفرد والمجتمع.
والكتاب ينتقل بنا لمرحلة مهمة، في تاريخ قطر، ويؤرخ لأحداث كثيرة منها ما سطره تحت عنوان ” قرار فريد”، من خلال تحويل مجلس الشورى من مجلس معين إلى مجلس منتخب، وبدأ يوسع دائرة العلاقات الولية والدبلوماسية،وذلك تحت عنوان ( قطر والعالم) تُرى أي جانب يسوقنا إليه الكتاب في هذا العنوان، أرى أن هذا الأمر يستدعي انتباه القاريء للتعرف ـ بشكل أوسع ـ على تلك القضية المهمة؛ على شوق ـ معكم ـ نرقب ونتابع.










