رئيس الوزراء: الحكومة تركز على تقليل فواتير الاستيراد
قال الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، إن الحكومة تركز على تقليل فواتير الاستيراد التى كانت تُرهق الاقتصاد المصرى، حيث تعمل على تشجيع وتحفيز الشركات العالمية على التصنيع فى مصر، بالإضافة إلى خلق فرص عمل إضافية والتوسع فى التصدير.
وأضاف مدبولى، خلال جولته اليوم بعددٍ من المصانع فى مدينة العاشر من رمضان، أن الهدف هو التحول من الاستيراد إلى التصدير خلال الفترة القادمة، ومصر قادرة ـ مع الخطوات المُتخذة والمتابعة الحثيثة ـ على الوصول إلى صادرات تتجاوز قيمتها 145 مليار دولار بحلول 2030، وهو ليس بالرقم الكبير أو المبالغ فيه؛ فلدينا الفرصة لتحقيقه من خلال متابعة مصنع بمصنع وحل مشكلاتهم لنتمكن من الوصول للمستهدف المطلوب لكل صناعة على حدة.
وأوضح رئيس الوزراء، أن زيارة اليوم بدأت بمصنع “سانيبيور” المُتخصص فى إنتاج الأدوات الصحية، مشيراً إلى أن تنفيذ المصنع جاء على مستوى عالمى بكل المقاييس فى هذه الصناعة، حيث يقوم بالتصنيع لأسماء عالمية هى الأعلى جودة فى هذا المجال، ويُصدر لعدة دول فى القارة الأوروبية وغيرها.
وأشار إلى أن هذا المصنع لم يكن موجوداً منذ سنتين، إلا أن توجه تشجيع الدولة للصناعة كان محركاً لوجوده سريعاً وبهذا المستوى المرتفع، حيث يغطى جزءا من احتياج السوق المحلية، بقيمة مضافة أكثر من 75% للمكون المحلى، كما يخصص الجزء الأكبر من إنتاجه للتصدير للخارج، ويتم استهداف زيادة المكون المحلى.
وقال رئيس الوزراء، إن المصنع الثانى فى زيارته اليوم كان مصنع بوش، لافتاً إلى أنها تعد من أكبر الشركات على مستوى العالم فى صناعة الأجهزة المنزلية، وهى شركة عالمية أوروبية معروفة كماركة عالمية.
وأضاف مدبولى: كان لدينا الفرصة لإقناع تلك الشركة لكى تتواجد فى مصر، أثناء زيارة للخارج تمت خلالها مقابلة رئيس الشركة فى ألمانيا، وجرى الحديث لافتتاح مركز للشركة داخل مصر، وبالفعل تم منح “بوش” الرخصة الذهبية، وكذا تخصيص الأرض.
ولفت رئيس الوزراء إلى أن المصنع، حسبما أفاد مدير الشركة، سيبدأ إنتاجه فى نوفمبر القادم من حيث إنتاج أجهزة البوتاجاز، وسيتم التوسع فيما بعد لإنتاج الثلاجات والغسالات، كما توجد خطط لتغطية احتياجات منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالكامل.
وتابع الدكتور مصطفى مدبولى، أن الزيارة شملت أيضاً مصنعاً ثالثاً هو مصنع “فيفو”، الذى نتحدث منه الآن، ويُعدُ مصنعًا لأحد أهم الماركات العالمية فى إنتاج الهواتف الذكية.
وقال رئيس الوزراء إن مصر كانت تستورد، قبل عامين أو 3 أعوام، أجهزة الهواتف الذكية بمبلغ يتجاوز مليار ونصف مليار دولار سنويًا، ولكن اليوم نستهدف حالياً وجود 4 شركات فى مصر من ضمن أكبر 5 شركات عالمية فى إنتاج الهواتف الذكية على مستوى العالم، وفيفو يمثل أحدهم، حيث سيتواجد لدينا بمصر شركات: سامسونج، وأوبو، وشاومى، إلى جانب فيفو.
وأكد أن الهدف من كل ذلك تقليل فاتورة الاستيراد وتغطية احتياجات السوق المصرية، والأهم من ذلك خلق فرص عمل، مشيرًا إلى أن العمالة الموجودة فى المصنع هى عمالة مصرية فى كامل خطوط الإنتاج، على غرار المصانع المثيلة فى العالم، وبالتالى يتم توفير فرص عمل كبيرة، ومُنتج محلى يغطى السوق المحلية بدلًا من استيراده، إلى جانب زيادة فرص التصدير.
ونوه رئيس الوزراء إلى أنه كانت هناك مشكلة تواجه تلك المصانع نتيجة الأزمة الاقتصادية الماضية التى تسببت فى إشكالية بصدد توافر المكون الدولارى، مؤكدًا أن تلك المشكلة تم حلها وأصبحت الفرصة سانحة لتلك المصانع لكى تصل إلى مستهدفاتها، وساق مثالا بمصنع فيفو الذى يستهدف إنتاج نصف مليون هاتف ذكى فى الشهر، أى 6 ملايين موبايل فى السنة، وهو ما يمكنهم من تحقيق أكبر معدل من الإنتاج لتغطية احتياجات السوق المصرية والتوسع فى التصدير.
وأضاف رئيس الوزراء: أما المنتج المهم الذى يتم التركيز والعمل عليه خلال الفترة القادمة فهو مصانع السيارات، حيث يتم العمل من خلال المجلس الأعلى لصناعة السيارات على ذلك، وتم أيضًا إدخال قانون حوافز السيارات.
وتابع رئيس الوزراء: والآن تم الإتفاق مع عدد من الشركات العالمية فى مجال السيارات للتصنيع فى مصر على غرار عدد من النماذج الناجحة فى بعض الدول الإفريقية، ومن المتوقع أن تبدأ أول خطوط المصانع فى إنتاج السيارات بحلول عام 2025.
وأكد مدبولى، أن دخول مصر فى مجال صناعة السيارات يعدُ خطوة كبيرة جدًا، خاصةً فى ظل الفاتورة المرتفعة لاستيراد السيارات لمصر خلال الفترة السابقة التى تقدر بأكثر من 4 مليارات دولار سنويًا.