أخبار ومتابعاتمقالات الرأى

د خالد غانم يكتب: نحو بناء الوعي ضد المحتوى

مقالات للرأي

الدين الإلهي لا يعتبر الإيمان بالقضاء والقدر من الأسباب المعوِّقة لانطلاق الإنسان نحو مستقبل أحسن، بل يقوي هذا التوجه المستقبلي الممزوج بالرضا والطمأنينة، والأمن على الرزق والحياة، وهذا بمثابة قوة دفع قوية، ينبغي أن لا تفتر، وتوجه كامل نحو العمل من أجل المستقبل، وتنظيم دقيق للفكر من أجل التركيز على ما ينفع الإنسان في حاله ومستقبله.

وحينما يقل هذا الوازع الديني أو يُنحى جانبًا يسير البعض في سبل تضر ولا تنفع، ويا ليت الضرر يعود على الفاعل نفسه فحسب، بل يمتد ليصيب المجتمع ، ويضرب القيم والسلوك النبيل، وهذا ما رأيناه من بعض صناع المحتوى الهابط عبر قنوات سوشيال ميديا، وما يقدمونه من صورة سلبية تعوق القيم الحضارية، وتمخر في بينان الإنسان، وتهدد استقامة الأسر، وبينان المجتمع.
والذي يتابع يجد كثيرًا من المقاطع المرئية غير الهادفة، والتي تسهم في إخراج الحياة الزوجية من لباس التقوى والمودة والرحمة، إلى لبوس العداء والكيد والتسلط والتربص، وبدلًا من أن يأخذ المتلقي الجانب الحسن، أصبح البعض يقتبس الجانب السيء مما يشاهده ويتأثر به، مع أن الإنسان ميزان نفسه.
وهذا استدعى شن الحملات الأمنية ضد صناع المحتوى الهابط، انطلاقًا من حرص الدولة على حماية النشء من مخاطر المحتوى غير الأخلاقي الذي يُبث على منصات التواصل الاجتماعي، مؤمنين أن التصدي لمثل هذه الظواهر السلبية يرسخ سيادة القانون ويعزز منظومة القيم المصرية والإنسانية الأصيلة.

يقينًا أن وسائل التواصل الاجتماعي مساحة مفتوحة للتعبير والتواصل، لكن لا ينبغي أن تتحول إلى منصة لنشر الإسفاف أو التحريض لنشر السلوكيات غير اللائقة، وأن الواجب المجتمعي يحتم علينا بناء الوعي نحو استثمار هذه المنصات في نشر الوعي والمعرفة والمحتوى الهادف الذي يعكس أخلاق وثقافة الإنسان النبيل، وهذا ما ينمي الوعي ضد المحتوى الهابط.

زر الذهاب إلى الأعلى