أخبار ومتابعاتراندا رزقمقالات الرأى

د راندا رزق تكتب: من البث واسع النطاق إلى البث الشبكي وحراك الرقمنة

الإعلام الرقمي ينميز بتنوع وتعدد المحتوى المتاح للجمهور، والمرونة والسرعة في تدفق المعلومات بغض النظر عن دقتها، والتفاعلية، وصناع المحتوى الهادف، وأنه يجب التنبيه إلى أن خطورة التضليل وتزييف الوعي الذي قد يستغله البعض من خلال الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي ، وهو من أهم التوجهات العالمية في مجال الإعلام؛ حيث يهدف إلى القدرة على التعامل مع تقنيات التحول الرقمي وبرامج الحاسوب، بالإضافة إلى القدرة على تدقيق المشكلات وحلها بأسلوب علمي، ومن ثم يهدف إلى القدرة على العمل في مجال التحول الرقمي وتقنياته بكفاءة ومهارة عالية.

ولهذا يطمح العالم إلى سد الفجوة المعرفة والتكنولوجية، يسعى لتقديم خارطة طريقة ووضع أجندة بحثية لتحديد المجالات الأولى بالدراسة، وأنه يمكن الربط بين الثقافة الرقمية والذكاء الاصطناعي.

ويأتي هذا بعد أن أصبحت الأداة الإعلامية هي الوسيلة ذات التأثير الأكثر انتشارًا خلال الأعوام الماضية، وقد فتح النمو المتسارع لوسائل الاتصال ـ وكذلك التوسع الكبير في استخدامه ـ آفاقًا جديدة، زاد من حرية الوصول إلى المعرفة وإلى خلْق بيئة ثقافية واجتماعية جديدة.

 

إن الهدف الأسمى للإعلام الرقمي هو الاتصال والتنمية الثقافية كمًّا وكيفًا؛ بحيث تكون في النهاية عنصر أساس في تحديث قواعد الإدراك للواقع الاجتماعي؛ وتحقق درجة استقلالية الفرد، والاتصال بالآخرين، والمشاركة الفضلى في المجتمع.

إن الجهود الاتصالية التي هي أداة من أدوات الإعلام تعبر عن حاجة ماسة للحراك التنموي في مجال الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي، إذ إن التطورات التكنولوجية الهائلة والمتسارعة التي يشهدها العالم تنادي بضرورة فهْم طبيعة التطور السريع للعالم، ومن المتعارف عليه أن التحول الرقمي أساس الثورة الصناعية الرابعة، حتى أصبح التحول الرقمي في الإعلام واقعًا معاشًا في الدول المتقدمة التي دخلت بالفعل عصر الإعلام عبر المنصات الرقمية، وأصبحت تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي جزءًا رئيسًا في الطفرة التي يشهدها الإعلام المعاصر.

ويبقى التصارع في النظرة بين التحول الرقمي واستخدام الذكاء الاصطناعي في مجال الإعلام الرقمي، وبين الإعلام التقليدي، وكذلك بين العنصر البشري ـ وهو الطابع المميز للعمل الصحفي والإعلامي ـ وبين التكنولوجيا الرقميية والذكاء الاصطناعي، ولكن ـ الدراسات الحديثة تقرر أن ـ العنصر البشري سيظل لسنوات مقبلة هو المحرك الأساس في العمل الإعلامي، وسوف يعتمد إعلام المستقبل على عمل الصحفيين والإعلاميين جنبًا إلى جنب مع الآلات الذكية، وهو ما يتطلب جهدًا مضاعفًا للإفادة المطلوبة من الإعلام الرقمي وفنون الاتصال الإعلامي؛ لتقديم منتج يسير جنبًا إلى جنب مع التطورات السريعة في العالم.

زر الذهاب إلى الأعلى