أخبار ومتابعاتمنوعات

في يومها العالمي.. “يوتوبيا” تستطلع الآراء حول أهمية الصداقة

في عام 2011 أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الصداقة الدولي في 30 يوليو، كيوم للاحتفال بالصداقات والعلاقات بين الثقافات والمجتمعات والبلدان والشعوب، ويؤكد هذا اليوم على أهمية تعليمهم احترام التنوع والسعي للوحدة في كل شيء.

تشارككم بوابة “يوتوبيا” احتفالات هذا العام من خلال هذا التحقيق، الذي نستطلع فيه بعض الأراء حول الصداقة وأهميتها.

في البداية يقول الدكتور عصام المغربي، خبير علم النفس السلوكي والتنمية البشرية، إن الصداقة تعرف بأنها رابطة الإخلاص بين شخصين أو أكثر كل منهم يشعر بالمحبة تجاه الآخر وتتميز علاقة الصداقة بصفات شخصية رائعة مثل اللطف والكرم والولاء والصدق ويعد كل إنسان له صديق مخلص من أسعد البشر علي الأرض .

ويضيف “المغربي” أن الصداقة الحقيقية لا توزن بميزان ولا تقدر بأثمان فلا بد منها لكل إنسان، وكذلك الصداقة الحقيقية كالخطوط المتوازية وتعتبر الصداقة من أعزب المناهل التي تساعد الإنسان على الاستمتاع بالحياة كما أنها معروفة منذ أقدم العصور؛ وذلك لأنها من أقدم العلاقات الإنسانية التي تأخذ صدى كبيرًا  في مجالات الحياة المختلفة سواء كانت نفسية أو اجتماعية أو في مجالات الأدب والفنون حيث إنها من أهم الأمور الاجتماعية وتحمي الصحة النفسية للفرد.

ويرى أن أهم مقومات الصداقة اختيار الصديق فالمرء علي دين خليله، وأن الصداقة تدعم الفرد وتؤثر علي صحته الجسدية والنفسية وتسهم في رفاهيته الاجتماعية، وأن تواجد الأصدقاء من أجل الفرد يعزز من حالته النفسية.

ويعتبر “المغربي” أن الصداقة أحد أهم العلاقات المميزة في مجتمعنا وذلك لأنها تساعد على بلورة شخصية الإنسان إلي الأفضل خاصة مع توفر الاخلاق الحسنة كما أنها تكون مبنية على الاهتمام المتبادل والمحبة الصادقة التي تظهر من خلال القلق على كل مايصب في مصلحة الصديق.بإلإضافة إلي إن هذه العلاقة تكون مستمرة بشكل دائم.

،،

من جانبه يرى اللواء بهاء زكريا، أن للصداقة أنواع عدة، تبدأ بصداقة الإنسان لأخيه الإنسان. وتنتهي بصداقة الإنسان للبيئة ويتخللها صداقات كثيرة للحيوان والنباتات وغيرها من مخلوقات الله.

ويقول “زكريا” إن الصداقة من وجهة نظره في حد ذاتها شيئ جميل خاصة بين بني البشر حيث يلاقي كل فرد فيها مردود صداقته للآخر سواء في الحب والاحترام أو العطف ويجدها في صداقة الأشياء الأخرى،  مثل: الحيوان أو النبات أو الطبيعة، في إرضاء وإشباع حب المخلوقات الأخرى، مشيرا إلى أن للصداقة مردود آخر وهو المنفعة إذ من خلال صداقات الإنسان تتكون لدية دائرة معارف من شتي المجلات يمكن تبادل المنفعة لتحقيق التنمية المطلوبة سواء شخصية كتنمية مواهبه وإدراكه للأشياء أو  لقضاء حوائجه  في الدنيا.

ويضيف “زكريا” أن الصداقة  لها معاني أخري كتصديق الإنسان لما يقوله إنسان آخر والإيمان به وخير دليل علي ذلك تصديق سيدنا أبو بكر الصديق لسيدنا محمد رسول الله صلي الله عليه وسلم في الرسالة ولذلك سمي بأبي بكر الصديق وكذا صداقة الإنسان للطبيعة تجعلة يحافظ عليها  وينميها لخير البشرية جمعاء.

،،

فيما يرى الدكتور عبد الراضي رضوان، العميد السابق لكلية دار العلوم جامعة القاهرة، أن الخيانة هي أسوأ صفة يمكن أن تتوفر في الصديق، وهي من الناحية الدينية تدرج صاحبها في قائمة المنافقين لأنها من أبرز علاماتهم كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بقوله آيات المنافقين ثلاث إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا ائتُمن خان.

ويضيف “رضوان” أن الصديق الخائن يفشي أسرار صديقه أو يتعدى على خصوصياته أو يوقع به الضرر المادي والأذى المعنوي طمعا في تحصيل مصلحة او تحقيق منفعة علىحساب صديقه.

ويوضح أسباب الخيانة فيقول أن لها أسباب عدة، مثل ضعف الإيمان والوازع الديني مما يجعله لا يفي بالعهد الأخلاقي بينه وبين صاحبه كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ( إن حُسْن العهد من الإيمان). وطبيعة الشرّ المتأصلة داخل الخائن وانعدام الخير فيه كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم : خيرُكم مَنْ يُرجَى خيرُه ويُؤمَن شرُّه ، وشرُّكم مَنْ لا يُرْجَى خيرُه ولا يُؤمَن شرُّه ). والغيرة والحسد تجاه صاحبه ذلك الحسد الذي خلَقَ عقدة نقص تلازم الخائن تذكِّره دائما بتميز صاحبه وفضله ويده العليا عليه  ذي اليد السفلى ؛ ولذلك يحاول بخيانته تبديل الحقائق وتزوير الوقائع  والتحايل لفرض حالة جديدة. وسوء البيئة الاجتماعية التي نشأ فيها الخائن تلك البيئة التي لا تعرف معروفاً ولا وفاءً ولا مقابلة إحسان بإحسان ولا رعاية لحق جار أو قريب أو صديق. وعدم التوازن النفسي فى شخصية الخائن مما يجعله متقلبا لا يثبت على حال، وأخيرا خبث في الطبع يتميز به الخائن، فالخائن كفور مكفور، المعروف لديه ضائع والشكر عنده مهجور،  بينما الوفي شكور  مشكور.

،،

بينما يرى عمر عز، مرشد سياحي، إن الصداقة هي أحد أعظم العلاقات الإنسانية التي تربط بين الناس، وتُعَدُّ مصدرًا للسعادة والدعم النفسي. تبنى الصداقة على أساس الثقة والتفاهم المتبادل بين الأصدقاء، حيث يشعرون بأنهم قادرون على الاعتماد على بعضهم البعض في مختلف جوانب الحياة.

ويضيف أن الصداقة تقوم على التعاطف والاهتمام بالآخر، فعندما يكون لديك صديق حقيقي يُسانِدك في الأوقات الصعبة ويفرح لنجاحاتك، يشعر الإنسان بالامتنان والسعادة العارمة.

ويتابع “عز” أن الصديق يجب أن يكون مستعدًا لمساعدتك بكل السبل والوسائل الممكنة، كما تتسم الصداقة بالصدق والصراحة، حيث يمكن للأصدقاء أن يشاركوا بعضهم البعض بآرائهم ومشاعرهم بصدق دون خوف من الحكم أو الانتقاد، يعتبر الصديق مرآة لصديقه، يوجهه وينصحه بصدق ليكون داعمًا له ويساعده على التطور والنمو الشخصي.

،،

فيما يرى أحمد حسني، طالب بكلية التجارة، أن قيمة الصداقة تتجلى في التعاطف والاهتمام المتبادل، فعندما يكون هناك صديق حقيقي يدعمك في الأوقات الصعبة ويفرح لنجاحاتك، يزداد الشعور بالسعادة والامتنان.

ويضيف أن الصديق يجب أن يكون موجودًا لك في لحظات الحزن والفرح، مستعدًا لدعمك وتقديم المشورة في كل الأوقات. تتسم الصداقة بالصدق والصراحة، حيث يمكن للأصدقاء أن يتبادلوا الآراء والمشاعر بصدق دون خوف من الانتقاد.

ويتابع حسني أن الصديق الحقيقي يكون مثل مرآة تعكس لك الحقيقة وتساعدك على التطور والنمو الشخصي، فالأصدقاء هم أشباه العائلة، الذين نشاركهم اللحظات الجميلة والصعبة، ونشجع بعضنا البعض على الوقوف بثبات أمام تحديات الحياة، وأن الصداقة تُضفي على الحياة لمسة سحرية تجعلنا نشعر بالراحة والارتياح في وجود أولئك الذين يحبوننا بصدق ويقفون بجانبنا دومًا.

زر الذهاب إلى الأعلى