أخبار ومتابعاتلبناننبض العرب

لبنان.. أزمات لا تنتهي وإضراب «تحذيري» الثلاثاء

بوابة يوتوبيا : متابعات

لا تتوقف الأزمات في بلد الأرز، فمن المصارف إلى الوقود حتى تشكيل الحكومات واختيار الرئيس، ينام البلد الصغير على مشكلة ويصحى على أخرى. فمن أزمة الاتصالات التي استدعت تدخل الجيش تجنباً لعزلة لبنان، جاءت أزمة المياه، حيث أعلنت نقابة مستخدمي وعمّال ومؤسسة مياه بيروت وجبل لبنان الإضراب التحذيري يوم الثلاثاء المقبل.

فيما كانت الساعات الماضية شهدت ما يشبه انتفاضة موظفي القطاع العام، للمطالبة بالتعويض عن الجزء اليسير من رواتبهم، التي هبطت بضربات متتالية خلال السنوات الـ5 الماضية، بما يعادل أكثر من 50 ضعفاً، في ضوء تراجع سعر صرف العملة الوطنية نحو 70 ضعفاً.

ورفع العسكريون المتقاعدون، مع أساتذة الجامعة المتقاعدين، وروابط الموظفين المتضرّرين من قبض رواتبهم على سعر صيرفة 90 ألف ليرة، شعارات المطالبة ويافطات المآسي التي يعانون منها، لدرجة أن أحد العسكريين المتقاعدين صرخ بوجه السلطات القائمة، مبلغاً أياها أن راتبه، المضاعف ثلاث مرات، لا يكاد يساوي 40 دولاراً.

وفي انتظار يوم الإثنين المقبل، حيث من المفترض أن تكون (الحكومة + وزارة المال + مصرف لبنان) قد حسمت أمرها في شأن الإستجابة لمطالب القطاع العام، بموظفيه ومتقاعديه

إضراب

من جهتها ، قالت نقابة مستخدمي وعمّال ومؤسسة مياه بيروت وجبل لبنان في بيان :«حرصاً منّا على استمرار تسيير هذا المرفق الحيوي والأساسي، نعلن الإضراب التحذيري يوم الثلاثاء المقبل، ونناشد وزير الطاقة والمياه التواصل الفوري مع الجهات المانحة لتأمين مساعدات عينيّة ومادية مستدامة للعاملين في المؤسسة للتمكن من الاستمرار في تأدية واجباتهم».

وكان الجيش اللبناني دخل أول من أمس على خط أزمة إضراب شركة اوجيرو للاتصالات، الذي يهدد بعزل لبنان سيبرانياً عن العالم الخارجي.

وقال وزير الاتصالات في حكومة تصريف الأعمال، جوني القرم: إن رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي طلب تدخّل الجيش اللبناني في الأزمة لتسلم مكاتب «اوجيرو». في المقابل، أعلن المجلس التّنفيذي لنقابة «أوجيرو» استمراره في الإضراب، مشدداً على أنّ جميع المراكز والمكاتب هي بتصرّف الجيش.

تحذير

وحذّر المستشار في شؤون تكنولوجيا المعلومات والاتصالات عامر طبش في منشور له من أنّ انقطاع الاتصالات والإنترنت سيرتّب خسائر بالمليارات وسيشمل القطاعات كافة وسيعزل لبنان عن العالم الخارجي، كما أنّ الدورات الاقتصادية ستتعطّل،

أسباب

وفيما أسباب أزمة الإنترنت والاتصالات في البلد لا تقتصر على إضراب موظفي «أوجيرو»، بل ترتبط أيضاً بنقص مادة المازوت وشحّ الموارد المالية المخصّصة لتأمين الخدمات، فإن لا أحد يجرؤ على استشراف ما ستؤول إليه نهاية هذه الأزمة، وفق تأكيد مصادر متابعة، أكدت لـ«البيان» أن الوضع المرتبط بهذه القضية «من سيئ إلى أسوأ»، وأن ما يجري ليس سوى «حلول ترقيعيّة».

وفي محصلة هذه الدوّامة من المعاناة المستمرة، والخشية المتزايدة من انفجارات إضافية تلوّح بما هو أكثر من كارثي، فإن ثمّة كلاماً متجدداً عن أن لبنان دخل،عملياً، مدار الإرتطام بقعر الإنهيار، وأن فتيل «القنبلة» الإجتماعيّة إقترب من لحظة الإنفجار المعيشي المدوّي، وما من أحد يستطيع رسم أي سيناريو للآتي من الأيام .

زر الذهاب إلى الأعلى