الدكتورة راندا رزق لبرنامج من القاهرة: الإعلام الوطني في اختبار مصيري.. ووعى المواطن هو الحصن الحقيقي لنزاهة الانتخابات
على محمد علي

في ظل انطلاق ماراثون انتخابات مجلس الشيوخ 2025، تتزايد أهمية دور الإعلام في نقل الصورة، وتشكيل الوعي، ومكافحة الشائعات.
الدكتورة راندا رزق، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة وعضو اللجنة العليا لرصد الأداء الإعلامي، تكشف فى لقاء مهمة لبرنامج ” من القاهرة” علي قناة النيل للاخبار تفاصيل عمل اللجنة، وتُقيّم أداء الإعلام المحلي والدولي، وتطرح رؤيتها حول المشاركة السياسية، خاصة من المرأة والشباب، إلى جانب دور الأحزاب والمجتمع المدني..فإلى نص الحوار .
بدايةً، كيف ترين أهمية مشاركة المجتمع في انتخابات مجلس الشيوخ لتحقيق التنمية السياسية والتحول الديمقراطي؟
المشاركة الانتخابية مسؤولية اجتماعية.. مسؤولية الفرد تجاه المجتمع، قرار الانتخاب نتحمل كلنا نتائجه معًا.
الشعب المصري يمتلك اليوم ثقافة متراكمة للمشاركة منذ 2014 حتى 2025، من انتخابات رئاسية ونواب وشيوخ.
ولو تتذكرين، المشهد بدأ من 30 يونيو حين تصدرت المرأة المصرية المشهد كـ’أم مصرية’ خرجت بالعائلة كلها تنادي بالحرية.
بالحديث عن المرأة، كيف تطور دورها في المحافظات والريف تحديدًا؟
المرأة الريفية اليوم تبوأت قيادات في القرية.. صارت مأذونةً وفي الوحدات الصحية.
مهم جدًا ألا نركز فقط على المرأة الجامعية في المدن؛ المرأة موجودة بكل المراكز الجغرافية والديموغرافية.
كمجلس، قدمنا دورات تدريبية وكتابات استرشادية لتمكين الفتيات حتى في سن الجامعة والمدرسة، لنربي جيلاً جديدًا واعيًا.
ما أثر ارتفاع نسبة المشاركة من 2011 حتى الآن على التوازن السياسي بين الفئات؟
الدولة عملت ‘تعبئة مجتمعية’ عبر آليات سهلة: معرفة مكان اللجنة بالرقم القومي، الحملات الإعلامية، واللقاءات المباشرة مع المواطن.
الناس بدأت تسأل: ‘أنا عايز إيه من المرشح؟’ وصار المواطن يحس أن المشاركة واجب وطني لأجل الجيل القادم.
وماذا عن تأهيل الشباب للقيادة السياسية عبر الأحزاب؟
نلاحظ تمثيلاً كبيرًا للشباب والفتيات في قوائم المرشحين اليوم. جيل الـ11 سنة الماضية (من 2014 لـ 2025) أحدث تغييرًا نوعيًا في الوعي، حتى آليات التنافس اختلفت: المرشح يُقدّم برنامجًا، والناخب يختار بفطنة، لم نعد نرى ‘الكرتونة والعشرين جنيه.
كيف يمكن للأحزاب تعزيز دورها قبل الانتخابات؟
يجب الفصل بين دور الأحزاب والمجتمع المدني! دور الأحزاب سياسي: التأثير على القرارات الاقتصادية والسياسية.
المجتمع المدني دوره تنموي، وجود كتلة حوار وطنية من أحزاب متنوعة – مثل مستقبل الوطن والجبهة الوطنية وحتى الوفد يغذي ثقة الجمهور في التعددية والشفافية.
برأيك، ما المعايير التي يجب أن تراعيها الأحزاب عند تشكيل القوائم؟
المجلس مرآة للمجتمع ويجب أن يمثل كل الشرائح: الفلاحين، العمال، المثقفين، الشباب.
من يخدم المواطن ويحقق مطالبه هو من يبقى، أما عن مجلس الشيوخ تحديدًا فكلمة ‘شيوخ’ تعني الخبرة، والقدرة على اتخاذ القرارات التي تلامس احتياجات الناس بضمير حي.
وماذا عن دور المجتمع المدني كـ رقابة على نزاهة الانتخابات؟
دوره رفع الوعي ومراقبة العملية، لكن دون توجيه الناخب بعض منظمات المجتمع المدني ستتابع في الدوائر الانتخابية، وقد تُسهِّل وصول كبار السن والسيدات للجان. لكنه لا يقدم خدمات تنموية أثناء الانتخابات.
الهيئة الوطنية للانتخابات تعتمد على 10,600 قاضٍ لضمان الحيادية. كيف تنقل هذه الرسالة للداخل والخارج؟
القضاء المصري عمود العملية الانتخابية وله سمعة عالمية. التحول الرقمي في التصويت والبنية التحتية الإلكترونية يعكسان شفافية مصر ويظهران للعالم مناخنا الديمقراطي، حتى المصريين بالخارج عبر سفاراتنا يمارسون دورهم في ‘جمهورية مصغرة’ بنفس الآليات والدقة.
“في ظل التحديات الاقتصادية والأمنية، ما الذي يجب أن يحرص عليه المرشح في برنامجه الانتخابي؟
المصداقية فوق كل شيء كثير من المواطنين لا يعرفون حقوقهم البسيطة: كالتعليم المجاني للأطفال الأيتام، أو التأمين الصحي لطلاب المدارس.
دور المرشح توضيح هذه الخدمات وربطها ببرامج تنموية حقيقية، مثل مبادرة حياة كريمة وتمكين الشباب.
كيف تعكس تجهيزات اللجان لذوي الإعاقة مثل الترجمة بلغة الإشارة روح المشاركة المجتمعية؟
تخصيص غرفة عمليات لمتابعتهم وتذليل عقباتهم رسالة أنهم ‘شركاء كاملي الأهلية’.
عندما ينزل القاضي ليساعد سيدةً على كرسي متحرك، فهذا يجسد الاحترام. الدولة تهتم بهم، والانتخابات تؤكد أن صوتهم مسموع.
أخيرًا، كيف أثرت التكنولوجيا في توسيع المشاركة؟
السوشيال ميديا سيف ذو حدين قد تسبب بلبلة، لكن وزارة الاتصالات قدمت أدوات رقمية عززت الشفافية.
تحية لإصرار الرئيس السيسي على إجراء الانتخابات رغم التحديات، المصريون قادرون بوعيهم ووحدة وطنهم على تجاوز أي شائعات.










