ومضاتٌ على الطريق للدكتور عزيز أبو الليل : انظروا كيف بدأ الله الخلقَ .. (1)https://arabianutopia.com/?p=34498&preview=true
متابعات يوتوبيا
ومضاتٌ على الطريقِ
الومضةُ الأولى (انظروا كيف بدـأ اللهُ الخلقَ)
وددتُ أن أضعَ ومضاتٍ تُساعدُ على إنارةِ الطريقِ، لتكنْ نبراسًا لنا في خضمِ الظلامِ الدامسِ، ومضاتٌ فكريةٌ تُنيرُالعقلَ وتَهدي القلبَ، وليعلمَ القاصي والداني أن الكمالَ للهِ وحدهٌ، وإنّ هذا عملٌ بشريٌ يَعتريهِ الخطأ والنقصانُ، فما كان من توفيقٍ فمن اللهِ، وما كان من خطأٍ أو نسيانٍ فمني ومنَ الشيطانِ واللهُ منه براءٌ، سائلينَ المولى سبحانهُ وتعالى التوفيقَ والسدادَ والرشادَ.
وأول ما نبدأ به هي نظرةٌ متدبرةٌ في كيف بدأ اللهُ الخلقَ!
خلقَ اللهُ الكونَ الفسيحَ منذُ ملايينَ السنيينَ، وخلقَ الأرضَ فيهِ من سبعِ أراضينَ، وجعلَ الجبالَ لها رواسيًا وأوتادًا، وخلقَ فُوقها سبعَ سمواتٍ طباقًا بلا عمدٍ تَرونها، وعدّدَ المخلوقاتِ في هذا الكونِ ونوعها، وجعلَ لكل مخلوقٍ فائدةً، منها ما نَعلمُها ومنها ما لا نَعلمُها، وخلقَ الملائكةَ الكرامِ من نورٍ، وخلقَ الجانَّ من مارجٍ منْ نارٍ، واستوى على العرشِ استواءً يليقُ بجلالهِ وكمالهِ، فهو ليسَ كمثلهِ شىءٌ، وهو السميعُ البصيرُ.
أول ما خلقَ اللهُ من خلقهِ القلمَ؛ فكتبَ الآجالَ وقسّمَ الأرزاقَ، وكتبَ ما هو كائنٌ وما سيكونُ، وكلُ ذلك مكنونٌ في علمهِ الأزلي.
وخلقَ الجانَّ وجعلَ لهم طبيعةً خاصةً، وخلقَ منهم عزازيلَ (إبليس) الذي ارتقى في العبادةِ للهِ سَمَى في المكانةِ حتى أصبحَ يُلقبُ بطاووسِ الملائكةِ رغم أنه من الجنِّ.
وكانتْ الأرضُ صالحةً لا فسادَ فيها، حتى فسدَ خلقٌ من خلقِ اللهِ فيها، قيلَ هم من الجنِّ، وأنزلَ اللهُ لهم عزازيلَ (إبليس) ليُطهرَ الأرضَ منهم.
وهنا تظهرُ ومضةٌ عظميةٌ… وهي أنه مهما كانتْ مكانتَك فأنتْ من تصنعْها؛ فقد تكون من الجنِّ ثم ترتقي لمكانةِ الملائكةِ المقربينَ بفعْلك، لكنْ احذرْ أن تَغترَ بذلك فتزلَ عن الطريقِ وتشقى.
وكأن اللهَ يُحضّرُ الأرضَ لحدثٍ عظيمٍ وخطبٍ جللٍ، فما هو هذا الحدثُ العظيمِ، وما هو هذا الخطبُ الجللِ؟ وهو ما سوفَ نتحدثُ عنه في الومضةِ التاليةِ بإذنِ اللهِ تعالى.