“معهد الصناعات الغذائية”.. أبرز مبادرات “المراعي” في مجال المسؤولية الاجتماعية

بدأ العديد من مساهمي الشركات العالمية بالتدقيق في محتوى برامج المسؤولية الاجتماعية للشركات، للتأكد من آثارها على أرض الواقع، وبأنها ليست مجرد حملة ترويجية أو تسويقية.
وكانت شركة “المراعي” من بين الشركات السعودية التي تعدت المألوف ببرامج المسؤولية الاجتماعية.
حسين مجرشي، كان من أوائل من جلس على مقاعد الدراسة في معهد الصناعات الغذائية عام 2011، بعد تخرجه في الثانوية العامة.
المعهد الذي أسسته شركة المراعي، بالتعاون مع المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني، كان له دور محوري في حياة حسين، الذي بعد سنوات من الابتعاث والتخصص، عاد للعمل في المعهد الذي دخل أبوابه وهو في عمر الثامنة عشرة.
مجلس إدارة “المراعي”يوصي بتوزيع 10% أرباحا نقدية عن عام 2023
شركات
سوق السعوديةمجلس إدارة “المراعي”يوصي بتوزيع 10% أرباحا نقدية عن عام 2023
ويعد معهد الصناعات الغذائية هو جزء من برامج المسؤولية الاجتماعية لشركة المراعي.
ومصطلح المسؤولية الاجتماعية للشركات Social Corporate Responsibility أول من أطلقه الاقتصادي الأميركي Howard Bowen عام 1953 في كتابه “المسؤولية الاجتماعية لرجل الأعمال – Social responsibilities of the businessman”.
ولكن أهمية هذا المصطلح برزت لاحقا، حتى أصبح من أهم المؤشرات التي ينظر إليها المساهمون عند اتخاذ قرارهم الاستثماري، ما أثار الجدل لدى البعض، بأن المسؤولية الاجتماعية ما هي سوى أداة للتسويق، شأنها شأن الإعلان.
وتقول المراعي إن استراتيجيّة المسؤولية الاجتماعية منسجمة دائمًا مع مبادئ الشركة وليس مع سياستها التسويقية، ونحن نعتبر المسؤولية الاجتماعية جزءاً أصيلاً من أعمالنا، وواجبنًا يمليه علينا شعورنا الوطني، وخدمة المجتمعات التي نعمل بها صارت جزءاً لا يتجزأ من نسيج الشركة طوال العقود الماضية.
وعادة ما تخضع مبادرات المسؤولية الاجتماعية في الشركة لدراسات مستفيضة للتأكد من أنها تخدم المجتمعات التي نعمل بها بشكل يليق بها ويليق بالشركة.
ويرتكز برنامج المراعي للمسؤولية الاجتماعية على: (التدريب والتطوير – تعزيز الحياة الصحية – العناية المجتمعية)، وذلك بهدف تحقيق أثر إيجابي حقيقي في المجتمع.
وتكمن أهمية برامج المسؤولية الاجتماعية في الاستثمار بتنمية الطاقة البشرية بدلا من الاكتفاء بتوفير حلول أو مساعدات مؤقتة.
وبدأ المستثمرون والمستهلكون تبني الفكرة أيضا: بحسب تقرير Harvard Business School في 2021، فإن 77% من المستهلكين يجدون حافزا للتعامل مع الشركات الملتزمة بأن تجعل العالم مكانا أفضل، بينما 73% من المستثمرين يأخذون ذلك بعين الاعتبار عند اتخاذ قرار استثماري.
وقال المدير التنفيذي لمعهد الصناعات الغذائية إبراهيم العقيلي، إنه منذ عام 2011م، أسست المراعي معهد الصناعات الغذائية بالتعاون مع المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني بهدف تأهيل كوادر سعودية متخصصة في صناعة الألبان والأغذية، باستثمار سنوي يعادل 36 مليون ريال لإمداد الصناعات الغذائية بالكوادر البشرية المؤهلة عبر نظام متكامل من التدريب والتأهيل، بإجمالي عدد خريجين منذ إنشاء المعهد وحتى الآن وصل 1400 خريج.
ويعتبر هذا المعهد الأول من نوعه في الشرق الأوسط الذي يدرب في تخصصات فنية ونوعية تتناسب مع احتياج سوق العمل في قطاع صناعة الغذاء.
ويمنح المعهد دبلومات في الإنتاج الزراعي بنوعية الدواجن والألبان، وتخصيص الإنتاج الغذائي بفرعية المخبوزات والألبان والعصائر، كذلك تخصص صيانة المعدات والميكايكا والكهرباء والتبريد والتكييف ومكائن التشغيل.
ويطلق المعهد العديد من المبادرات التطوعية التي تعزز الجانب الإيجابي لدى المتدربين، وذلك لتحسن جودة المتدرب في بيئة العمل.
بالنسبة للمراعي، فإن معهد الصناعات الغذائية هو مثال على الإطار العام الذي تلتزم به في برامج المسؤولية الاجتماعية. فالمعهد، يشكل دائرة محكمة من الآثار: فهو يمثل فرصة للشباب السعودي للتدريب والعمل، ولكنه يرفد أيضا قطاع الصناعات الغذائية ككل في المملكة من خلال توفير الكفاءات والمواهب البشرية، ما يؤثر مباشرة على حيوية هذا القطاع والأهم استدامة أثره على الاقتصاد ككل.
يتمنى حسين أن تتكرر تجربته مع غيره من الشباب السعودي، فالقرار الذي اتخذه قبل 12 عاما بدخول معهد جديد للصناعات الغذائية، غير من مسار حياته، علميا وعمليا.