مجلس الشباب المصري يطلق برنامج “تعزيز المواطنة وفقاً لأهداف التنمية المستدامة
كتبت هناء السيد
في خطوة جديدة نحو تمكين الشباب وتعزيز دورهم الفاعل في تحقيق التنمية المستدامة، أطلق مجلس الشباب المصري بالتعاون مع مؤسسة فريدريش ناومان النسخة الأولى من برنامج “تعزيز المواطنة وفقاً لأهداف التنمية المستدامة”. يأتي هذا البرنامج في إطار جهود المجلس لدمج مفاهيم المواطنة الفاعلة مع أهداف التنمية المستدامة التي وضعتها الأمم المتحدة، بما يعزز مشاركة الشباب في الحياة العامة ويدعم دورهم في تحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية والبيئية
أفتتح أعمال البرنامج الدكتور محمد ممدوح، رئيس مجلس أمناء مجلس الشباب المصري وعضو المجلس القومي لحقوق الإنسان، حيث أكد في كلمتة الافتتاحية،على أن “تعزيز المواطنة وفقاً لأهداف التنمية المستدامة هو من أولويات المرحلة الحالية”، مشيرًا إلى أن البرنامج يسعى إلى “تمكين الشباب من المشاركة الفاعلة في بناء مستقبل أكثر استدامة، من خلال نشر قيم المواطنة التي تقوم على التعددية والتسامح وقبول الآخر”.
وأضاف ممدوح أن المجلس يسعى من خلال هذا البرنامج إلى تمكين الشباب من اتخاذ قراراتهم بأنفسهم وتفعيل دورهم كمواطنين مسؤولين قادرين على المساهمة في تحقيق الأهداف الأممية للتنمية المستدامة، مما سينعكس بشكل إيجابي على المجتمع ككل.وأكد على أهمية تعزيز الوعي بأهداف التنمية المستدامة وربطها بمفاهيم المواطنة من أجل دعم الشباب في تحقيق التقدم والنمو للمجتمع
من جانبه، أشار الأستاذ هاني عبد الملاك، مدير البرامج بمؤسسة فريدريش ناومان، إلى أن “التعاون بين المؤسسات المحلية والدولية يعد عاملاً رئيسياً في نشر وتعزيز القيم المشتركة، وخاصة قيم المواطنة التي تسهم في بناء مجتمع متقدم ومستدام”. .
فيما اوضحت النائبة مرثا محروس، عضو مجلس النواب ووكيل لجنة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات “أهمية التشريعات الوطنية في بناء دولة المواطنة”، موضحة أن “الالتزام بالقوانين هو أساس بناء مجتمع يقوم على العدالة والمساواة، وأن الشباب يلعبون دوراً رئيسياً في تعزيز هذه القيم من خلال مشاركتهم الفاعلة”.
وقد تضمن اليوم الأول من البرنامج تنظيم جلستين حواريتين تناولتا محاور رئيسية في مجال المواطنة والقانون. الجلسة الأولى كانت بعنوان “الحقوق والمسؤوليات وفقاً للتشريعات المصرية”، وقدمتها النائبة مرثا محروس، حيث استعرضت دور الشباب في تعزيز حقوقهم ومسؤولياتهم ودور المؤسسات الحكومية في نشر هذه القيم. أكدت محروس في حديثها على أن “فهم التشريعات الوطنية يساعد الشباب في تحقيق العدالة الاجتماعية وتفعيل دورهم في بناء المجتمع”.
الجلسة الثانية كانت بعنوان “دور المؤسسات في تعزيز قيم المواطنة”، وقد أدارتها الإعلامية سوزان حرفي، التي ركزت على دور المؤسسات الإعلامية والمجتمع المدني في نشر ثقافة المواطنة بين مختلف فئات المجتمع. قدمت حرفي أمثلة على كيفية استخدام الإعلام لتمكين الشباب من المشاركة في الشؤون العامة وزيادة وعيهم بالقضايا المتعلقة بحقوقهم ومسؤولياتهم.
وقد شهد اليوم الثاني تنظيم جلستين جديدتين تمحورتا حول مفاهيم التسامح وقبول الآخر. كانت الجلسة الأولى بعنوان “التسامح والتعايش السلمي وتكافؤ الفرص”، أدارتها الدكتورة نهى بكر، أستاذة العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية وجامعة القاهرة. قدمت بكر رؤية شاملة حول أهمية التسامح في بناء مجتمع متوازن متعدد الثقافات، مشيرة إلى أن “التسامح وقبول الآخر هما من أسس بناء مجتمع يعزز التعايش السلمي والتنوع”.
الجلسة الثانية تناولت موضوع “دور المؤسسات غير الحكومية في تعزيز حقوق المواطنة والتنمية المستدامة”، وقد أدارها الدكتور أيمن زهري، خبير السكان ودراسات الهجرة.
ناقش زهري في حديثه الدور الحاسم الذي تلعبه المؤسسات غير الحكومية في دعم قيم المواطنة والمساهمة في تحقيق التنمية المستدامة، مؤكداً على أهمية دعم هذه المؤسسات لتمكين الشباب من المشاركة الفاعلة في المجتمع.
في ختام فعاليات البرنامج، اتفق المشاركون على أهمية الاستمرار في تنظيم مثل هذه الفعاليات والبرامج التي تهدف إلى تعزيز الوعي بمفاهيم المواطنة والتنمية المستدامة. أوصى المشاركون بضرورة دعم الشباب وتمكينهم من المشاركة الفاعلة في الحياة العامة من خلال المبادرات الفردية والجماعية، والتعاون مع المؤسسات الحكومية وغير الحكومية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وأكد المشاركون على أن تفعيل قيم التسامح وقبول الآخر، والالتزام بالتشريعات والقوانين الوطنية، هي أساسيات ضرورية لبناء دولة المواطنة العادلة والمستدامة.