ثقافة وابداع

قراءة في كتاب.. قطر التي عشناها للشيخ فيصل بن قاسم آل ثاني (9)

تكتبها أ.د/ راندا رزق – عصر الحداثة

ليس كل أصحاء النظر أصحاب رؤية وأهداف العظيمة يشحذها طموح يتجاوز الواقع، ويحطم القيود، ويحفز الإبداع خارج دائرة المألوف، وهكذا كبرت قطر برؤية الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني مؤسس الدولة الحديثة… بهذه الكلمات صدَّر مؤلف قطر التي عشناها الفصل الرابع والذي وضع له عنوان ” عصر الحداثة”.

وقد بدأ في عصره عهد التنامي السريع فكان لقطر أكبر حقل غاز منفرد به ثاني أكبر احتياطي في العالم من الغاز الطبيعي ، وزادت حركة التجارة والأعمال في طفرة غير مسبوقة في كافة القطاعات ، وزادت فرص العمل ، وتم استقدام ذوي الخبرة والكفاءة من بلدان متنوعة.

وبدأ المنحي الهيكلي للسياسة يأخذ شكلا جديدا بإقرار دستور قطر الدائم بعد التصويت عليه ،تحقيقًا للأهداف السامية في استكمال أسباب الحكم الديمقراطي للدولة بإقرار دستور دائم للبلاد يرسي الدعائم الأساسية للمجتمع ويجسّد المشاركة الشعبية في اتخاذ القرار، ويضمن الحقوق والحريات لأبناء الوطن. وأجريت أول انتخابات للمجلس البلدي ، ووضعت رؤية قطر الوطنية 2030 التي تسعى لتعزيز الارتقاء إلى الاقتصاد المعرفي، وتحويل الدولة إلى دولة متقدمة قادرة على تحقيق التنمية المستدامة وتأمين العيش الكريم لشعبها.

وشرع في وضع الخطط والبرامج التنموية والإصلاحية، وكانت خطته للبناء شاملة عميقة، واتخذت أبعادًا ومسارات متنوعة، فشهدت البلاد نقلة نوعية في التنمية، وانطلقت فيها نهضة عامة شملت التعليم والصحة والرياضة والثقافة والإعلام والبنى التحتية. عرفت البلاد في عهده قفزة كبيرة في قطاع الاقتصاد والطاقة، وفي أكتوبر 2001 أُنشِئ المجلس الأعلى للشؤون الاقتصادية والاستثمار وتولى سموه رئاسته، ليشرف بصفة عامة على شؤون الاقتصاد والطاقة والاستثمار، من أجل تنويع الاستثمارات المحلية والخارجية بغرض تطوير احتياطيات دولة قطر المالية وتنويع مصادر الدخل.

وقد شهدت البلاد في عهد سموه انفتاحًا واسعًا في مجالات الاقتصاد والحضارة والثقافة، وأصبحت دولة قطر قبلة للمؤتمرات السياسية والاقتصادية والثقافية والعلمية، وتبوأت مكانة عالية إقليميًا ودوليًا لتتجه دولة الإنجازات في مجالات متنوعة وهو ما يفتح الأذهان لحلقة متصلة .

زر الذهاب إلى الأعلى