قراءة في كتاب: “التربية المسرحية أثر المسرح على مستقبل التعليم” أ.د/ راندا رزق
قراءة _ د .خالد غانم
نتناول في هذه الحلقة جانبًا مهمًّا من كتاب (التربية المسرحية أثر المسرح على مستقبل التعليم ) للأستاذة الدكتورة راندا رزق، والذي يحمل عنوانًا هادفًا ومهمًا، وهو (مسرحة المناهج) كعملية تعليمية احترافية، وبيان دورها في تطوير الدراما التعليمية.
حيث تناول هذا العنوان نظرية من أهم النظرية التنموية في العملية التعليمية وهي نظرية تطبيقة في التعامل مع المناهج.
وهي ما أسمته الكاتبة بـ ( مسرحة المناهج) وقد ذكرت أنه” وردت الكثير من التعريفات التي تنسب للباحثين والتربويين عن مسرحة المناهج، اتفقت في جوهرها وفحواها واختلفت في مبناها ومظهرها، لكنها مالت إلى ما يخدم الهدف التي ترنو إليه من لال كتابها ومن خلال مفهوم مسرحة المناهج، ولهذا فيعني مصطلح ” مسرحة المناهج” ـ كما تناول الكتاب ـ أنه يعني تحويل المواد الدراسية إلى صور متحركة حية، والخروج من المساحات الضيقة لتكون أكثر حيوية فهمًا ويسرًا وإقناعًا ورسوخًا في الأذهان.
وفي حقيقة الأمر فإن هذا المنحى يٌعد من المناحي الهادفة والمؤثرة في العملية التعليمة، ومن أنجح طرق ووسائط التعلم، وبخاصة في ظل التطور المذهل الذي نشهده والثورة المعلوماتية المتجددة، الذي يحتم علىنا الخروج بتدريس المناهج من طور المعلومات التي يتم تلقينها للعقول، إلى طور المشاهدات والممارسات الحية التي يمكن أن يستفيد منها الطالب، وكما يقول علماء التنوير الخروج من نطاق الحفظ والتلقين إلى نطاق الفهم والتدبير والمشاهدة المرئية؛ ليتمكن رسوخ العملية التعليمة في ذهن الطلاب.
وقد دللت الكاتبة ـ في كتابها الهادف ـ على ذلك بأن جمهور التربويين اتفقوا على أن مسرحة المناهج تمتاز بأهمية كبيرة في تحسين وتجويد عمليات التدريس سواء في تنمية أداء المعلم أو في أداء المتعلم أو في سلوكهم وآرائهم أو في علاقاتهم مع المجتمع الذي يتعايشون فيه أو الآخرين ممن تجمعهم يوميات وظيفية، وذلك بما توليه حواسهم من مادة مرئية مؤثرة تتأثر دومًا بالمشاهد.
وتناول الكتاب قضية تمتاز بالخصوصية في مسرحة المناهج، تكمن في التقييد بما ينفع الطلاب في العملية التعليمة، وذلك بالإفادة من المحتوى المسرحي صاحب الطابع التعليمي؛ بغرض تبسيط المادة الدراسية للتلميذ، حيث إن المسرح المدرسي يشبع رغبات التلاميذ وينمي مواهبهم ويوسع مداركهم، ويعزز ملكة الذكاء والفكر والخيال لديهم.
وختامًا، فمسرحة المناهج أسلوب تعليمي تربوي ، يعمل على رفع مستوى مهارات التفكير عند الطلاب، ويهدف إلى تنمية مهارات التعلم الذاتي، وله دوره الإيجابي في تجويد استغلال وقت الحصة أو المحاضرة باكثر من طريقة تربوية وتعليمية ي نفس الوقت، مما يعمل على خلق عقل واعي مثقف يواكب العصر، ويسابق تطوراته.