قراءة في كتاب: التربية المسرحية أثر المسرح على مستقبل التعليم (٥)

نتناول في هذه الحلقة جانبًا مهمًّا من كتاب (التربية المسرحية أثر المسرح على مستقبل التعليم ) للأستاذة الدكتورة راندا رزق، والذي يحمل في ثناياه عنوانًا هادفًا ومهمًا، وهو (الفصل المقلوب) كعملية تعليمية احترافية، وبيان دورها في تطوير الدراما التعليمية؛
حيث تناول هذا العنوان نظرية من أهم النظرية التنموية في العملية التعليمية وهي نظرية الفصل المقلوب، حيث ركزت الكاتبة على ضرورة توفر أربعة أركان ودعائم لتطبيق نمط الفصل المقلوب (التعليم المعكوس) بفاعلية وكفاءة.

1- توافر بيئة تعلم مرنة.
2- تغير في مفهوم التعلم .
3- التفكير الدقيق في تفسير المحتوى وتحليله.
4- توافر معلمين أكْفَاء ومدربين.
والأداة الأهم المطلوبة لنظام الفصل المقلوب هي التكنولوجيا؛ حيث إن مواكبة العصر تعد ضرورة حتمية، وبخاصة وأن المجتمع يسابق الزمن في عملية التطوير والدخول في عصر الرقمنة، ولهذا يذكر الكتاب أن الطلاب في حاجة للتعرف على مسائل التكنولوجيا بشكل أربى وأكثر، لمشاهدة أشرطة الفيديو في المنزل، والتي تمثل أداة رئيسة لنظام التعليم المقلوب، كما أنها مهمة كثيرا بالنسبة إلى المدرسين أيضًا؛ حيث يمكنهم من خلالها تعديل وتصوير وتحميل أشرطة الفيديو الخاصة بهم وتنوعها، ويمكن للمعلمين استخدام أي منها، أما بالنسبة للمعلمين الذين يستخدمون برنامج (باوربوينت) أو السبورة الذكية التفاعلية، وهي عبارة عن لوحة بيضاء تفاعلية نشطة، حيث يتم توصيل هذه السبورة بالحاسوب وجهاز بروجكتور جهاز الإسقاط الضوئي” فتتحول لشاشة حاسوب عملاقة، حيث يتم استخدام القلم والممحاة والنقر بالإصبع على السبورة للقيام بإدخال البيانات وتحريرها والتحكم في عرضها بدلًا من استخدام الفأرة في الحاسوب، وهذا يؤكد استخدام حواس الطالب للوصول للفهم وإعمال العقل، والارتقاء بالعملية التعليمة والعقل الجمعي للطلاب.

وكما يقول المتخصصون: الذاكرة العاملة مرهونة بكم معين من المعلومات يمكن تخزينها ومعالجتها، وفي حالة تجاوز هذا الكم أثناء التعلم فإن الذاكرة تتأثر، فيعمل نظام قلب الفصل على حل تلك المشكلة، وذلك عن طريق منح الطالب المساحة في تعلم المواد الجديدة حسب رغبته.

ويمكن للمدرسين تكريس وقت الفصل في دمج المعلومات بشكل فعال، بالإضافة إلى المحاضرة التي ألقوها في اليوم السابق. ووفقا لنموذج الفصل المقلوب فإنه يتم استخدم وقت الفصل غالبًا للعروض الطلابية وتنمية المهارات والتعاون الطلابي وحل المسائل، وكل ذلك يعزز من الفهم الأعمق للمحتوى المعروض وموضوعات الدرس أو المحاضرة.

وختامًا، فالفصل المقلوب أسلوب تعليمي تربوي ، يعمل على رفع مستوى مهارات التفكير عند الطلاب، ويهدف إلى تنمية مهارات التعلم الذاتي، وله دوره الإيجابي في تجويد استغلال وقت الحصة أو المحاضرة، ومراعاة الفروق الفردية بين الطلاب، مما يعمل على خلق عقل واعي مثقف يواكب العصر، ويسابق تطوراته.