قراءة في كتاب: التربية المسرحية أثر المسرح على مستقبل التعليم (6)
قراءة - د خالد غانم ـ مسرحة المناهج
امتدادًا لسلسلة حلقاتنا التي تعتني بإبراز الدور التنويري للثقافة والمعرفة، والرؤى المتطورة، نقدم الحلقة السادسة من قراءة كتاب (التربية المسرحية ــ أثر المسرح على مستقبل التعليم ) للأستاذة الدكتورة راندا رزق، والتي نوضح فيها (مسرحة المناهج) كعملية تعليمية احترافية، وبيان دورها في تطوير العملية التعليمية؛ حيث تناول هذا العنوان نظرية من أهم النظرية التنموية في العملية التعليمية، وهي نظرية مسرحة المناهج، حيث إنه أصبح المسرح مظهرًا من مظاهر الإبداع التي عرفتها الحضارات الإنسانية، وكما تقول المؤلفة: شاع وانتشر المسرح ليشمل مجالات عديدة ويجسد أحداثًا مختلفة، وأصبح من أهم وسائل الإبداع الحديثة، وعرفه الكثير من دول العالم، خاصة دول الغرب، ولاقت تجربة المسرح التعليمي (مسرحة المناهج) في الولايات المتحدة قبولًا لدى المجتمع هناك واستحسانًا وذيوعًا.
وتستطرد الكاتبة بعضًا من تاريخ المسرح التعليمي، أنه لم تعرف مصر المسرح التعليمي أو المسرح في المؤسسات التعليمية إلَّا بعد عودة رفاعة الطهطاوي من بعثته في فرنسا، حيث شاهد هناك المسرح المدرسي، وعاد ليناشد المعلمين للاستفادة منه في تدريب الأطفال على الإلقاء والتمثيل، وجعله وسيلة تعليمية مشوقة تقرب المواد الدراسية من نفوسهم وتحببهم فيها وتجذبهم إليها.
ويسرد الكتاب الجدول التاريخي المسرح المدرسي فيذكر قائلا: ذلك على الرغم من أن ظهور المسرح المدرسي الفعلي في مصر ــ كما ذكر الكتاب ــ كان على يد عبد الله النديم 1879م وكان ذلك في الإسكندرية، حيث كان المسرح المدرسي أول مشروعات الجمعية الخيرية الإسلامية، حيث أنشأت الجمعية مدرسة اهتم فيها النديم بتعليم الإنشاد والأدب وأخذ يدرب التلاميذ على التمثيل والخطابة، وفي عام 1884 تم عرض مسرحيتي الوطن والعرب، وكان الهدف منهما بث روح الوطنية في نفوس الطلاب.
ويتأكد هذا المعنى أنه بمرور الوقت عمل البعض على تنمية هذه الفكرة ومسرحة المناهج، وهي تحويل المناهج الدراسية التقليدية إلى نصوص درامية مفيدة، وذلك بصياغة المادة العلمية في قالب درامي، بهدف تطوير وتعميق ممارسة مسرحة المناهج على نحو يُثري المتن الدراسي من ناحية، ويعمل على الإعلاء من القيمة الفنية للعرض المسرحي من ناحية أخرى، ويعمل على رفع مستوى مهارات التفكير عند الطلاب، ويهدف إلى تنمية مهارات المواجهة والإبداع والجدل الحواري، وله دوره الإيجابي في تجويد استغلال العقل الجمعي لدى الطلاب، مما يعمل على خلق عقل واعي مثقف يواكب العصر، ويسابق تطوراته.