ثقافة وابداع

في واحة الدعاء| د. محمد عبد الرحيم البيومي: نفحات الصباح (15)

تسر منصة أربيان يوتوبيا الذراع الإعلامي للمجلس العربي للمسئولية المجتمعية أن تقدم سلسلة حلقات يومية بعنوان “في واحة الدعاء” بقلم أ د محمد عبد الرحيم البيومي عميد كلية أصول الدين بجامعة الأزهر، وبإشراف أ د راندا رزق الأمين العام للمجلس العربي للمسئولية المجتمعية

وفي هذا الإطار أوضحت الأستاذة الدكتورة راندا رزق رئيس قسم الإعلام التربوي والأمين العام للمجلس العربي للمسئولية المجتمعية أن الدعاء سلوك تعبدي يقرب القلب من الله، وينمي وازع الإيمان والثقة في الله، وله هدف تربوي حيث يجعل الإنسان طيب القلب ، لين الجانب، رقيق الطبع والسلوك، وله هدف آخر يربط عقل الإنسان بخالقه.
وأضافت رزق أن الفقرة تهدف إلى تنمية الوزاع التوعوي الذي يحبب الإنسان في ربه وهو نوع من أنواع المسئولية المجتمعية المنوطة بنا.

نفحات الصباح( 15)

اِلهي اِنْ حَمِدْتُكَ فَبِمَواهِبِكَ، وَ اِنْ مَجَّدْتُكَ فَبِمُرادِكَ، وَ اِنْ قَدَّسْتُكَ فَبِقُوَّتِكَ، وَ اِنْ هَلَّلْتُكَ فَبِقُدْرَتِكَ، وَ اِنْ نَظَرْتُ فَاِلى رَحْمَتِكَ، وَ اِنْ عَضَضْتُ فَعَلى نِعْمَتِكَ، اِلهي اِنَّهُ مَنْ لَمْ يَشْغَلْهُ الْوُلُوعُ بِذِكْرِكَ وَ لَمْ يُزْوِهِ السَّفَهُ بِقُرْبِكَ، كانَتْ حَياتُهُ عَلَيْهِ ميتَةً وَ ميتَتُهُ عَلَيْهٍ حَسْرَةً.

اِلهي تَناهَتْ اَبْصارُ النَّاظِرينَ اِلَيْكَ بِسَرائِرِ الْقُلُوبِ، وَ طالَعَتْ اَصْغَى السَّامِعينَ لَكَ بِخَفِيَّاتِ الصُّدُورِ، فَلَمْ يَلْقَ اَبْصارَهُمْ رَدُّ ما يُريدُونَ، هَتَكْتَ بَيْنَكَ وَ بَيْنَهُمْ حُجُبَ الْغَفْلَةِ، فَسَكَنُوا في نُورِكَ، وَ تَنَفَّسُوا بِرُوحِكَ.

فَصارَتْ قُلُوبُهُمْ مَغارِسَ لِمَحَبَّتِكَ، وَ اَبْصارُهُمْ مَعاكِفَ لِقُدْرَتِكَ، وَ قَرَّبْتَ اَرْواحَهُمْ مِنْ قُدْسِكَ، فَجالَسُوا اسْمَكَ بِوَقارِ الْمُجالَسَةِ، وَ خُضُوعِ الْمُخاطَبَةِ، فَاَقْبَلْتَ اِلَيْهِمْ اِقْبالَ الشَّفيقِ، وَ اَنْصَتَّ لَهُمْ اِنْصاتَ الرَّفيقِ، وَ اَجَبْتَ لَهُمْ اِجاباتِ الْاَحِبَّاءِ، وَ ناجَيْتَهُمْ مُناجاةَ الْاَخِلاَّءِ.
فَابْلُغْ بِيَ الْمَحَلَّ الَّذي اِلَيْهِ وَصَلُوا، وَ انْقُلْني مِنْ ذِكْري اِلى ذِكْرِكَ، وَ لاتَتْرُكْ بَيْني وَ بَيْنَ مَلَكُوتِ عِزِّكَ باباً اِلاَّ فَتَحْتَهُ وَ لا حِجاباً مِنْ حُجُبِ الْغَفْلَةِ اِلاَّ هَتَكْتَهُ، حَتّى تُقيمَ رُوحي بَيْنَ ضِياءِ عَرْشِكَ، وَ تَجْعَلَ لَها مَقاماً نُصْبَ نُورِكَ، اِنَّكَ عَلى كُلِّ شَىْ ءٍ قَديرٌ.

اِلهي ما اَوْحَشَ طَريقاً لايَكُونُ رَفيقي فيهِ اَمَلي فيكَ، وَ اَبْعَدَ سَفَراً لايَكُونُ رَجائي مِنْهُ دَليلي مِنْكَ، خابَ مَنِ اعْتَصَمَ بِحَبْلِ غَيْرِكَ، وَ ضَعُفَ رُكْنُ مَنِ اسْتَنَدَ اِلى غَيْرِ رُكْنِكَ، فَيا مُعَلِّمَ مُؤَمِّليهِ الْاَمَلَ فَيُذْهِبُ عَنْهُمْ كَابَةَ الْوَجَلِ، لاتَحْرِمْني صالِحَ الْعَمَلِ، وَ اكْلَأْني كَلاءَةَ مَنْ فارَقَتْهُ الْحِيَلُ، فَكَيْفَ يَلْحَقُ مُؤَمِّليكَ ذُلُّ الْفَقْرِ، وَ اَنْتَ الْغَنِيُّ عَنْ مَضارِّ الْمُذْنِبينَ.
وصل اللهم وسلم وبارك على سيدنا وحبيبنا محمد و على آله وصحبه وسلم

زر الذهاب إلى الأعلى