مقالات الرأى

عمرو إسماعيل يكتب: الطريق إلى الصمود

دخول مصر تكتل بريكس لم يكن أمر ًا سهلا فى ظل ظروف عصيبة اقتصاديا وسياسيا يمر بها المجتمع الدولي خروجا من أزمة وباء كوفيد ١٩ وصولا للأزمة الروسية الأوكرانية، ورغم كل ذلك كانت دعوة مصر لعضوية تكتل البريكس نجاح مستحق وكأن السيد الدكتور على مصيلحى وزير التموين والتجارة الداخلية يقرأ المستقبل عندما صرح فى شهر يونيو بحتمية دخول عملات بديلة للدولار ليكمل أخر متطلبات إنضمام مصر للتكتل وهو بالمناسبة له خبرة وعلاقات متميزة بالبرازيل منذ زيارته السابقة للبرازيل كوزير للتضامن الاجتماعي، مع الجهود الدبلوماسية المصرية المتمثلة فى وزارة الخارجية المصرية ووزارة التجارة الخارجية وممثليها بدول التكتل تكللت تلك الجهود المضنية بالنجاح المستحق فى الاجتماع الخامس عشر للتكتل بجنوب أفريقيا بدعوته لانضمام مصر، ليبدء عام ٢٠٢٤ بعضوية مصر بالبريكس والذى يسهم بلا شك فى حدوث طفرة إقتصادية لمصر وتنمية شاملة فى مختلف المجالات كذلك سيساهم في تخفيف ضغط وابتزاز البنك الدولى، حيث يضم البريكس بنك التنمية والتى ترأسه حاليا الرئيسة السابقة للبرازيل السيدة ديلما روسيف ،

ولم تكن البريكس أولى انتصارات الدولة المصرية ولكنها اهمها على الإطلاق بفضل نجاح السياسة المصرية متمثلة فى رئيس الجمهورية السيد:/ عبدالفتاح السيسى، صاحب رؤية الجمهورية الجديدة ، فقد تحقق فى عهده تنفيذ أولى النجاحات بانضمام مصر لإتفاقية التجارة الحرة مع ميركوسول (اتحاد دول أمريكا الجنوبية) والتى دخلت حيز التنفيذ سبتمبر ٢٠١٧ ، كذلك دعوة الرئيس البرازيلى الحالى لولا اناسيو دا سيلفا لقمة المناخ بشرم الشيخ عقب إعلان فوزه بالانتخابات الرئاسية البرازيلية والذى يتمتع بعلاقات طيبة مع كافة الدول العربية ويعتبر مصر وبالأخص شريك استراتيجى أساسى بالشرق الأوسط وإفريقيا ،

أمام الدولة المصرية تحديات ونحن نستطيع تحقيق المستحيل إذا احدثنا تغييرات جذرية فى صيغة قانونية واجبة النفاذ لتشجيع الصادرات المصرية وتذليل العقبات للمصدرين بإعفاءات ضريبية يعوضها توفير النقد الأجنبى من عملات مختلفة كاليوان والروبل ، نحن فى مصر فى أشد الحاجة لكفاءات مهنية من الموظفين للمضي قدمًا بعجلة التنمية والاقتصاد فطبقا لوكالة ابيكس البرازيلية (وكالة تشجيع الصادرات والاستثمار) نحتل على مستوى الدول الإفريقية المرتبة السادسة بعد الجزائر والمغرب و أنجولا ونيجيريا وجنوب أفريقيا فى ترتيب الدول المصدرة للبرازيل بواقع ٤٠٠ مليون دولار سنويا ، من أسمدة ومشغولات قطنية كصادرات أساسية ، وتحتل مصر المرتبة الثانية أفريقيا بعد الجزائر فى ترتيب الدولة المستوردة من البرازيل بواقع مليار و٧٠٠ مليون دولار خلال هذا العام ٢٠٢٣ نستطيع تضييق الفجوة بالعمل الجاد والاستعانة بالكفاءات واستثمار الدولة للغرف التجارية العالمية لفتح أسواق للصادرات المصرية وليس فقط للواردات حتى نرى مصر القوية، بالصمود والعطاء.

عمرو اسماعيل
مركز ياسا الدولي للدراسات الإستراتيجية بالبرازيل

زر الذهاب إلى الأعلى