عمان تعزز جهود التنمية المستدامة بخفض الانبعاثات والتحول نحو الطاقة المتجددة
انتقلت التغيرات المناخية التي يشهدها كوكب الأرض من مرحلة الاحتباس الحراري إلى مرحلة الغليان العالمي.. هكذا جاءت التصريحات التي صدرت عن الأمين العام للأمم المتحدة معبّرة عن حدة وخطورة المرحلة التي وصلت إليها مظاهر التغيرات المناخية العالمية منذ بداية الصيف الحالي، والذي شهد موجات شديدة الحرارة وحرائق للغابات في العديد من أنحاء العالم كما تم تسجيل درجات حرارة هي الأعلى على الإطلاق في كوكب الأرض خلال الشهر الجاري.
وتندرج سـلطنة عمان ضمن الدول التي أبدت منذ وقت مبكر التزاما بالأهداف الأممية للتنمية المستدامة والحد مـن تحديات التغيرات المناخية، وكان للسلطنة دور ريادي في دعم الجهود الدولية في مجال احتواء مخاطر التغير المناخي، حيث انضمت سلطنة عمان لعديد من الاتفاقيات الدولية منها اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشـأن تغير المناخ، واتفـاق باريـس 2015 بشـأن تغيـر المناخ.
وخلال العام الماضي، تم إعلان الاستراتيجية الوطنية لسلطنة عُمان للانتقال المنظم إلى خطة الحياد الصفري بحلول عام 2050، والسياسة البيئية الوطنية لقطاع الطاقة، كما تم إنشاء مركز عُمان للاستدامة، الذي يعمل على ضمان تنفيذ مخرجات الخطة الوطنية للحيادِ الصفري الكربوني في سلطنة عُمان، وبذلك تحقق سلطنة عمان تقدما مستمرا وتبدي التزاما كبيرا بتنفيذ مختلف أهداف التنمية المسـتدامة 2030 الأمميـة، ومن بينها الأهـداف ذات العلاقة بالبيئة والتغير المناخي.
وفي جميع القطاعات التنموية بما في ذلك الحكومية والخاصة على حد سواء، اتخذت سلطنة عُمان خطوات مهمة نحو الوصول لاقتصاد منخفض الانبعاثات، واحتواء التغير المناخي عبر التسارع الكبير في التحول نحو مشروعات الطاقة المتجددة، والتي تشمل الرياح والطاقة الشمسية والهيدروجين الأخضر، وتعد سلطنة عمان من الدول الرائدة في تنفيذ مشروعات الطاقة المتجددة.
وضمن طموحات الرؤية المستقبلية تسعى سلطنة عمان إلى التحول لمركز مهم إقليميا وعالميا لإنتاج الهيدروجين اعتمادا على وجود المقومات الرئيسية لإنتاجه والمتمثلة في الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والأراضي الممتدة والكوادر البشرية، وخبرتها في إنتاج الطاقة وتصديرها، وموقعها الجغرافي الفريد بين مختلف الأسواق.
كما تتبنى سلطنة عمان خططا لخفض الانبعاثات في قطاعي النفط والصناعة وتتوجه الشركات والقطاعات الحكومية نحو سياسات تحافظ على البيئة وتسهم بفاعلية في الوصول للحياد الصفري الكربوني، والتوجه متزايد أيضا نحو الاقتصاد الأخضر والمدن المستدامة، وفتح الطريق نحو التوسع في الاستثمارات المستدامة واهتمام بإمداد الصناعات القائمة بمصادر الطاقة المتجددة لخفض الاعتماد على مصادر الطاقة التقليدية، التي تعد سببا رئيسيا في زيادة