د. هدى درويش تكتب: العمل التطوعي الخيري

مما لا شك فيه أن العمل التطوعي مقصد إسلامي أصيل وعمل إنساني نبيل، لا ينبع إلا من شخصية لها سمات خاصة تحمل في طياتها توجهات روحية وذهنية سامية، وتتميز بالقدرة على العطاء والتضحية من أجل الآخرين، بل إنها تتحلى بالقدرة على إيثار الآخر، وتعد هذه الشخصية مضرب المثل إذ إنها لم تفرق في الإيثار والعطاء بين أبناء المجتمع على أساس الجنس أو النوع أو الدين، بل إن عطاءها يشمل الحيوان والنبات وجميع من يطلب العون.
ولا أعني التركيز على احتياجات الغذاء والملبس والمسكن.. وإنما العمل الخيري الذي يمتد إلى بناء الفرد روحيا وعقليا وفكريا وصحيا.. وصولا إلى إنسان نافع لمجتمعه مؤهل لحياة كريمة.
والعمل الخيري الإسلامي ترجع جذوره إلى عصر الرسالة في حلقات مترابطة وممتدة عبر التاريخ حيث قدم للبشرية دروسا عظيمة في العطاء والبناء، بداية من العصر النبوي والجيل الراشد والدولة الأموية والعباسية والمملوكية والعثمانية وصولا إلى عصرنا الحالي الذي يحتاج إلى مزيد من الترابط والعطاء والتآلف والبذل؛ اقتداءً بالأجيال السابقة، وارتقاءً بالإنسان، وحفظا لكرامته ومكانته في المجتمعات.
وهذا يدعونا ليس فقط في العطاء والعمل التطوعي العادي، بل نسابق الزمن فيه ونسارع في الخيرات وننافس من حولنا في العمل الخيري التطوعي وسوف نرى أثر ذلك في حياتنا عونا وتوفيقا وإلهاما وتسديدا.
أ د هدى درويش
أستاذ الأديان المقارنة والعميد السابق لكلية الدراسات الآسيوية










