د. نعمة ضاحي تكتب: نحو مجتمع أخضر
تعتبر ملوثات الهواء أحد أكثر المشاكل الصحية والبيئية التي تواجه العالم حاليًا، حيث يشحن الغلاف الجوي بالعديد من الملوثات الضارة في الهواء من مصادر مختلفة، مثل الصناعات والمركبات والمداخن والمدافئ والمكيفات الهوائية، وتتعرض الأماكن المغلقة لهذه الملوثات بشكل خاص.
ومن اللافت للنظر أن ملوثات الهواء تؤثر على الأماكن المغلقة بطرق عديدة، وتتراوح آثارها من الأضرار الصحية الخطيرة إلى التأثيرات على البنية التحتية للمباني. ناهيك عما يحدثه تلوث الغلاف الجوي من انبعاث رواسب تؤثر على صحة الإنسان فتصيبه بالأمراض التنفسية والحساسية والصداع والدوخة، ويمكن أن تؤدي إلى تدهور الأداء الذهني والبدني ، وذلك للأفراد المعرضين لها بشكل مستمر.
بالإضافة إلى ذلك، فإن ملوثات الهواء قد تتسبب في تآكل البنية التحتية للمباني، مثل الحوائط والأسقف والأرضيات، وتؤدي إلى تدهورها بشكل تدريجي. وتتسبب أيضًا في تلوث الأجهزة الإلكترونية وتؤدي إلى تآكلها وتلفها، مما يؤثر على عمرها الفعلي مما يكلفنا أموالا باهظة نظير إصلاح ما تم إتلافه .
كما لا يمكن أن نتجاهل ذكر الأثر الناجم عن العديد من الأجهزة الإلكترونية التي يجب تجنب استخدامها في الأماكن المغلقة حتى لا تتسبب في إصدار ملوثات هوائية ضارة، ومن هذه الأجهزة:
المدافئ الكهربائية القديمة: فهي تصدر أكاسيد الكربون والجسيمات الصغيرة عند حرق الوقود، وهي تعد من أكثر مصادر التلوث الداخلي في الأماكن المغلقة.
والمكيفات الهوائية القديمة: التي تحتوي على مرشحات هواء قديمة وغير فعالة قد تسمح بمرور العديد من الملوثات الهوائية إلى داخل المبنى.
المواد الكيميائية الضارة: مثل الأصباغ والدهانات واللاصقات والمواد الكيميائية الأخرى التي تحتوي على غازات سامة مثل الفورمالديهايد والزيلين.
والسجائر: فهي تحتوي على مواد كيميائية ضارة وتسبب تلوثاً كبيراً للهواء في الأماكن المغلقة.
والمراوح الكهربائية والمكيفات المحمولة: إذا لم يتم تنظيفها بشكل دوري، فإنها يمكن أن تصبح مصدرًا للعديد من الجسيمات الصغيرة والغبار والعفن الضارة.
لذلك، يجب الحرص على استخدام الأجهزة الإلكترونية الحديثة والمرشحات الهوائية الفعالة والمواد الكيميائية الصديقة للبيئة في الأماكن المغلقة، وتنظيف الأجهزة الإلكترونية والتهوية بشكل دوري للحفاظ على جودة الهواء في المباني.
ومن أجل الحد من تأثير ملوثات الهواء على الأماكن المغلقة، يمكن اتخاذ العديد من الإجراءات الوقائية، مثل تحسين نظام التهوية في المباني وتوفير مصادر التهوية الطبيعية وترشيد استخدام الأجهزة الكهربائية والإلكترونية، ويمكن أيضاً تحسين جودة الهواء بإضافة النباتات الطبيعية داخل المباني والتقليل من استخدام المواد الكيميائية الضارة.
بشكل عام، فإن الأماكن المغلقة تعد عرضة لتأثير ملوثات الهواء بشكل كبير، لذلك يجب اتخاذ الإجراءات اللازمة للحد من هذا التأثير وتحسين جودة الهواء في المناطق المغلقة، وإتاحة الفرصة المواتية لنعيش في مجتمع أخضر يبعث على الأداء والإنتاج والإبداع.
د نعمة ضاحي
دكتوراه الكمياء الحيوية والبيولوجية