د نعمة الضاحي تكتب : الضغط العصبي بوابة الألم
الضغط العصبي جزء لا يتجزأ من حياتنا اليومية، فالتعرض المستمر له يمكن أن يكون له تأثيرات سلبية على الصحة، في الواقع، يعد الضغط العصبي من أهم العوامل المسببة للعديد من الأمراض المزمنة والخطيرة، والتي يمكن أن تؤثر بشكل كبير على جودة الحياة والرفاهية العامة للفرد.
أحد أبرز الأمثلة على تأثير الضغط العصبي هو دوره في تطوير أمراض القلب. عندما يكون الشخص تحت ضغط مستمر، يفرز الجسم هرمونات مثل الكورتيزول والأدرينالين التي تزيد من معدل ضربات القلب وضغط الدم. هذه الاستجابة الفسيولوجية، إذا كانت مزمنة، يمكن أن تؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم، تصلب الشرايين، والنوبات القلبية. الأشخاص الذين يعانون من مستويات عالية من الضغط العصبي يكونون أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب، وخاصة إذا كانوا لا يمارسون أساليب فعالة للتعامل مع التوتر.
بالإضافة إلى ذلك، يرتبط الضغط العصبي بشكل وثيق باضطرابات الجهاز الهضمي. يمكن أن يؤدي التوتر المزمن إلى مشاكل مثل متلازمة القولون العصبي، حرقة المعدة، والقرحة المعدية. عندما يكون الشخص تحت ضغط، يمكن أن يتأثر الجهاز الهضمي بشكل كبير، مما يؤدي إلى أعراض مثل الغثيان، الإسهال، أو الإمساك. ويُعتقد أن الضغط العصبي يغير من حركة الأمعاء ويفرز هرمونات تؤثر على عملية الهضم، مما يزيد من حدة هذه الاضطرابات.
وبالجملة فالضغط العصبي له تأثير كبير أيضًا على الجهاز المناعي. التعرض المستمر للتوتر يمكن أن يضعف الجهاز المناعية، مما يجعل الجسم أكثر عرضة للإصابة بالأمراض المناعية، وذلك إذا كان توترًا مستمرًا يكونون أكثر عرضة للإصابة بالعدوى؛ مثل نزلات البرد والإنفلونزا. كما يمكن أن يبطئ الضغط العصبي من عملية الشفاء من الإصابات أو الجراحة..
ولا يتوقف تأثير الضغط العصبي عند هذا الحد، بل يمتد ليشمل الأمراض المزمنة الأخرى مثل السكري. يزيد التوتر المستمر من مستويات السكر في الدم، مما يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني، خاصة لدى الأشخاص الذين لديهم عوامل خطر أخرى مثل السمنة وقلة النشاط البدني.
وفي الختام، فإن الضغط العصبي ليس مجرد تجربة عابرة، بل هو عامل مهم يمكن أن يسهم في تطور العديد من الأمراض المزمنة والخطيرة. من الضروري أن يكون الأفراد مدركين لتأثيرات الضغط العصبي على صحتهم، وأن يتخذوا خطوات فعالة للتعامل معه من خلال تقنيات الاسترخاء مثل التنفس العميق، ممارسة الرياضة مثل المشي حيث انه يقلل من هرمونات التوتر ايضا الاستمتاع بالهوايات و الانشطه المفضله يقلل من الضغط العصبي , اذا زاد الامر بحيث ان لا يمكنك التعامل معه يفضل استشاره متخصص.