مقالات الرأى

د. راند رزق تكتب: دور الإعلام في نشر ثقافة مضمون التعليم المدني

من المتعارف عليه أن الثقافة والمهارات الفردية من أهم العناصر التي يجب أن تتوفر في أبنائنا وطلابنا؛ حيث إنهم طلاب باليوم وشباب ورجال الغد، ومستقبل الدولة، وسواعد الأمة ، ومن واجبنا أن نساعدهم، وأن نقف بجوارهم، ونمد يد العون لهم لبداية صحيحة؛ حتي يكملوا الطريق؛ لذا لا بد من التفكير الجدي والفعلي في كيفية صقل مواهب الطلاب بتلك المهارات وهذه الثقافة، ولا شك أن السبيل الأعظم لهذا يظهر من خلال علمين هما: الإعلام التربوي والتعليم المدني ؛ حيث إن كلًا منهما يخدم الآخر؛ فالأول يعطي الثاني الآليات التنفيذية، والثاني يعطي الأول الأفكار النظرية، ويندمج الاثنان معًا لخلْق بيئة فعَّالة ونشطة مبنية على التشاركية، وتبادل الآراء، وتقبل الآخر، ووضع الحلول والبدائل باستخدام أساليب وآليات كلا العِلْمين.
ومن المؤكد أن التعليم المدني هوعملية اكساب الأفراد المعلومات والاتجاهات والمهارات اللازمة، من أجل القيام بممارسة حقوقهم ومسئولياتهم كمواطنين فاعلين على كافة الأنشطة والمستويات، وكذلك الاندماج في الحياة العامة.
ونظرًا لأن التعليم المدني يشمل أربعة عناصر أساسية، وهي: المهارات المعرفية، والقيم المكتسبة من المجتمع، والممارسات الإيجابية، والعلاقات مع الآخرين وتقبل الآخر.
ومن ثمَّ نرى أهمية الربط بين التعليم المدني واستخدام آليات التعليم التربوي وأدواته المتنوعة والمختلفة من مسرح مدرسي وإدراجه بالمناهج والصحافة والإذاعة المدرسية، وتطبيق منهجية التعليم النشط لنشر ثقافة التعليم المدني.
ولا يخفى على أحد أن التعليم المدني له أهمية كبيرة في صناعة القيادات الشابة القادرة على العطاء في العمل العام ، كما أنه تعليم للقيم والمهارات المعرفية، وتقديم المعلومات الأساسية، كما أن التعليم المدني حتى لا يفهم الخلط بيه وبين غيره من طرق التعليم، يساعد على فهْم العملية السياسية والتقرب منها، من خلال استقصاء المعلومات، كما أن المعلومات التي يمكن أن تقدم في التعليم المدني تكون في الإطار السياسي؛ مثل الأنظمة السياسية المختلفة.
وبذلك يمكن إخراج التعليم المدني باستخدام وسائل الإعلام التربوي، والخروج من عملية الحفظ والتلقين والتعليم التقليدي إلى المبادرة والمشاركة؛ وهو ما يسمى بالتعليم النشط، الذي يقوم على التفاعلية، والعصف الذهني، والحوار التصاعدي والنقاش، وإثارة الذهن والجدل والتأمل؛ لخلق حلول بديلة ذات بعد ديمقراطي، من خلال الرأي والرأي الآخر داخل المؤسسة التعليمة.
وهذا يوضح الدور الأكبر للإعلام في نشر ثقافة مضمون التعليم المدني، من خلال أبعاد مختلفة يتم إدخالها النظام التعليمي، واستخدام الإعلام التربوي وأساليبه الجذابة، والقائمة على التفاعلية والإبداع، من خلال الدمج بين الإعلام التربوي والتعليم المدني؛ حتى تؤتي هذه الفكرة ثمارها.

زر الذهاب إلى الأعلى