د راندا رزق تكتب: محو الأمية من الكرامة الإنسانية للنهوض نحو مجتمعات مستدامة
د راندا رزق
في ظل احتفال العالم بـ” اليوم الدولي لمحو الأمية”، فى 8 سبتمبر من كل عام وذلك منذ عام 1967، واهتمام العالم بمهارات القراءة والكتابة والذكاء الاصطناعي تأتي رسالة الإنسان نحو المجتمع الذي يعيش فيه .
وقضية محو الأمية ذكراها تستدعي الفرصة للتأمل ولمناقشة كيفية استخدام طرق التدريس المبتكرة والفعالة ومنهجيات التدريس ضمن برامج محو الأمية للشباب والبالغين، ويتيح كذلك الفرصة لتحليل دور المعلم فضلا عن صياغ سياسات وأنظمة وتدابير فعالة لدعم المعلم والعملية التعليمية.
ومن واقع تجاربي والقضايا المجتمعية التي اعتنيت بها سواء فى اليونسكو أو الشبكة العربية والإفريقية، نؤكد أن التغلب على نسبة محو الأمية وتضاؤلها والوصول إلى إندثارها في مجتمعاتنا أصبح وشيك الوصول إليها، وذلك من واقع مناصرة قضايا التعليم للجميع، والمشاركة ببرنامج تمكين المجتمعات الفقيرة من خلال التنمية الاجتماعية، و المشاركة في حملات القوافل التعليمية ودعم فصول محو الأمية بآليات التعلم النشط والمسح التعليمي بالهيئة العامة لمحو الأمية وتعليم الكبار، ، وهذه البرامج وغيرها أسهمت بخطوات موسعة لتقديم حلولا في قضية محو الأمية..
وقضية محو الأمية آمنت بها كل المجتمعات باعتبار أنها قيمة من قيم الكرامة الإنسانية، من حيث التفضيل الإلهي لهذا الكائن الذي علمه ربه البيان، وأقسم بأدوات محو الأمية قسمًا يعبر عن قيمة هذه الأدوات وما تهدف إليه ، فأقسم بالقلم وما يسطرون، وكان الوحي الإلهي يؤكد على هذه القضية منذ الآيات الأولى المنزلة على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بقوله:( اقرأ باسم ربك الذي خلق ، خلق الإنسان من علق ، اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم ، علم الإنسان ما لم يعلم ) ( سورة العلق 1- 5) ، وهذه الأدوات وغيرها من أدوات المعرفة سلم لمحو الأمية والارتقاء الفكري والثقافي والمعرفي ، وهذه قيمة مركزية في نشأة الكون وعمارته بالمكون الحضاري والروحي والمعرفي والمادي، وضمان استقرار واستمرار الحياة عليه،
إن قضية التنوير والتثقيف خطوة ارتقاء للقضاء على نحو الأمية ، وقديمًا قال أرسطو: “التعليم هو أفضل ما يتمناه الإنسان، فهو يمكنه من إدراك الحقيقة والعدالة والخير، ويساعده على العمل بطريقة حكيمة ومتزنة في كل جانب من جوانب الحياة”.
وبهذه الفلسفة الأرسطية يضع أرسطو التعليم كثمرة يتمناها الإنسان يجني من ورائها إدراك الحقيقة والعدالة والخير.
من ناحية أخرى عرض جون لوك (1632-1704)
خطة في كيفية تعليم الذهن والارتقاء بالفكر للنهوض نحو مجتمعات مستدامة ، فقال:
“مهمة التعليم ليس أن نجعل الطلاب مثاليين في أي من العلوم، وانما لكي نفتح وتنظّم عقولهم لكي نجعلهم قادرين على تطبيق أي من تلك العلوم”.
ومن هذا المنطلق يمكن تطبيق المرجو وهو الانتقال بالتعليم – بعد القضاء على الأمية – نحو مجتمعات توعوية مستدامة.