د. راندا رزق تكتب: كلمة 30 يونيو للرئيس طريق نور للمكافحين الشرفاء

خطاب الرئيس اليوم في الذكرى الحادية عشرة لثورة 30 يونيو جدير بالتأمل لتفعيل الخطى الإيجابية التي ينبغي أن نتعاون فيها لرؤية جديدة لمصر العظيمة، وبداية لرسم الطريق للحكومة الجديدة ؛ وذلك للتجاوب مع متطلبات الوطن وتطلع الشعب المصري نحو غد أفضل، وعزمنا لقراءة خطاب سيادته استجابة لواقع ينبغي أن نخلص له وتفعيلًا لقضية استهل سيادته نص خطابه ؛ حيث قال سيادته:
“تحتفل مصر اليوم.. بالذكرى الحادية عشرة.. لثورة الثلاثين من يونيو المجيدة.. التى نطقت بالقول الفصل.. بين الوطنية المصرية الخالدة.. وبين محاولات هدمها أو خطفها.. لصالح قوى غير وطنية.. اليوم الذي قال فيه المصريون كلمتهم.. فحفظوا بها وطنهم.. واستردوا مقدرات دولتهم.. وأنهــوا فتــرة عصــيبة مــن الفوضـــى والدمــــار .. وساروا بعدها على طريق الخير والنماء والتقدم.. رغم كل الصعاب والتحديات.. بعد أن أعادوا اكتشاف قوة وصلابة
الإنسان المصري.. وعبروا بجلاء تام.. عن حقيقة معدنه الأصيل .. حيث معاني الشرف والفخر.. والمجد والبطولة”.
ومن هذا المنطلق يضع الرئيس قاعدة التفكير والوعي الفكري بماضي الوطن وحاضره والمستقبل المرتقب، وما مر به الوطن من أزمات، وكيف كانت بداية الصمود والاستقرار بعد هذه الثورة، حتى خاض الشعب والحكومة مع الرئيس معركة البناء والتنمية والتطهير والتنوير ، وهذا ما يستقيه القاريء لهذا الخطاب العظيم؛ حيث قال:” لم نترك قطاعًا، إلا واقتحمنا مشكلاته المعقدة.. وأزماته المتراكمة .. لم نهب المسئولية ولم نتجنبها.. مدركين قدر وإمكانات شعبنا العظيم”.
وينتقل الخطاب من دائرة الفكر إلى الوعي بالواقع والوصف الحقيقي لحجم معاناة الشعب المكافح وأن هذا الطريق هو المسئولية المجتمعية الأولى للحكومة الجديدة ؛ وذلك لأن بناء الوطن مسئولية تضامنية فالعقول المصرية التي استطاعت أن تنقل المجتمع من القلق للأمن، ومن العوز للتخطيط للتجربة التنموية هي عقول يؤمن بها الرئيس ، وأن طريق التنمية الدولة المصرية ماضية فيه ومستمرة ، فيقول سيادته:
” إن مصر – رغم التحديات – تمضى على طريق التنمية والنهضة .. وبإذن الله العلى القدير.. لا رجعة عن هذا المسار.. وعن تحقيق الحلم المصرى فى التقدم.. والحياة الكريمة لجميع المواطنين”.
إن كلمة الرئيس ذات وعي كامل بحجم قضايا المجتمع ، وأنها بمثابة طريق نور لكل مصري الذين يعيشون الأفراح والأتراح ، ويتحملون مشاق الحياة لتحقيق حياة كريمة لمن يعولون.
وفي المقابل يؤكد الرئيس على الإدراك الكامل بحجم المعاناة التي تعتري المكافحين الشرفاء؛ فيقول : ” إننى أعلم بشكل كامل حجم المعاناة.. وأؤكد لكم.. أن شغلى الشاغل.. والأولوية القصوى للحكومة الجديدة.. هو تخفيف تلك المعاناة.. وإيجاد مزيد من فرص العمل.. وبناء مستقبل أفضل.. لجميع أبناء مصر الكرام.”
والخطاب توجيه وتأكيد وإيمان بضرورة مسابقة الزمن نحو التنمية والتطوير؛ والذي يكون بالمضي قدمًا وبخطى يقينية ثابتة على طريق التنمية والبناء وإيقاظ طاقات العمل والإبداع، والعطاء والشعور بحجم المسئولية المجتمعية؛ لتحقيق الحلم الذي طالما نعمل له مخلصين ومتكاتفين.