مقالات الرأى

د. راندا رزق تكتب: الذراع المدافع عن الحضارة

الصحافة ونقل المعلومات والأخبار ركيزة مهمة من ركائز المجتمعات والحضارات، فهي الذراع النشط في استقرار أي دولة أو تصدعها، وحينما ننظر إلى تاريخ العمل الخبري والصحفي في تداول المعلومات نجد أن هذا العمل بدأ في صورة رسائل الملوك والحكماء إلى نظرائهم، وكانت مكتوبة على ورق البردي وجدران الحوائط والمعابد؛ حيث تعد الرسائل الإخبارية المنسوخة على الجدران هي المظهر البدائي، أو الأولي للصحافة، منذ الحضارات الشرقية القديمة، في عهد الملك حمورابي، عام 2100 ق.م ، والذي تنسب إليه أول صحيفة ظهرت، في العالم.

وفي إنجلترا ظهرت الصحف لأول مرة، بين 1641 و1643، وظهرت أول صحيفة إنجليزية يومية، عام 1702، وأطلق عليها صاحبها اسم الدايلي كورانت، أمَّا في فرنسا فقد ظهرت الصحيفة اليومية الأولى، عام 1777، باسم جورنال دي باريس.
أمّا في الولايات المتحدة الأمريكية فقد ظهرت أول صحيفة عام 1690 في بوسطن وهي صحيفة ذي بابليك أوكُّورنس The Public Ocurrence.

وفي مصر في سنة 1800، صدرت أول جريدة باللغة العربية تحت اسم “التنبيه”، لكن صدورها استمر لفترة قصيرة، ثم كانت أول دورية تصدر بشكل منتظم هي جريدة “الوقائع المصرية”، والتي خرج أول عدد منها إلى الوجود في القاهرة بتاريخ 20 نوفمبر سنة 1828.

وفي ظل هذا التاريخ المتنوع والمتعدد نجد أن الصحافة بمثابة الموجه والمنير لطريق المجتمع نحو الطريق الهادف، لحالات الاستقرار والحفاظ على قوة الدولة ومكانتها.

وفي احتفائنا باليوم العالمي للصحافة تذكير بضرورة الوفاء بالتطبيق الحقيقي لحرية الصحافة التي يتمتع بها الإعلاميون، وتأكيد كذلك للعاملين في مجال الصحافة والإعلام بضروة أن تتخطى وسائل الإعلام النقاط السلبية والأخبار غير الصادقة التي تؤثر في قيمة المجتمع وحضارته.

ومن اللازم توفر جو من الحرية لكل من يمارس مهنة الصحافة والإعلام، لكنها حرية ممزوجة بمسؤوليات أخلاقية وقانونية ومجتمعية، وهي ملقاة على كاهل الصحافة الرسمية والحرّة، ولذلك كان لا بد من وضع إطار قانوني لتحديد صلاحيات العمل الصحافي ومسؤولياته، فالحرية أساس المسئولية كما نص ميثاق الشرف الصحفي.

إن مهمة الصحفي ذات طابع وطني ومجتمعي، والصحفي هو الذراع المدافع عن الحق والحضارة والسلوك الإنساني الرشيد، وهذا يفرض علينا ضرورة الوعي بطبيعة الواقع والمجتمع الذي نعيش فيه.

زر الذهاب إلى الأعلى