أخبار ومتابعات

د راندا رزق تكتب : الإعلام والوعي التنموي

د راندا رزق تكتب : الإعلام والوعي التنموي

حينما قام الباحث ولبر شرام بتأليف كتاب عن “وسائل الإعلام والتنمية” في عام 1974م، ظهر مفهوم “الإعلام التنموي” ، وأصح

الإعلام التنموي فرعًا رئيسًا ومهمًا من فروع النشاط الإعلامي الذي يعمل على إحداث التحول الاجتماعي من أجل التحديث والتطوير، ورسالته تكون بتوجيه أجهزة الإعلام ووسائل الاتصال الجماهيري في المجتمع بما يتناسب مع أهداف حركة التنمية ومصلحة المجتمع العليا.

وهذا الحراك الإعلامي اليوم قد فتح آفاقًا جديدة وضاعفَ الروابط بينه وبين التربية والتنمية، بالإضافة إلى أنه أصبح وسيلةً وموضوعًا متضمَّنًا في السبل التنموية والوعي الثقافي والفكري؛ وذلك لما له من الوظائف المتعددة في حياة الفرد والمجتمع، ويعتبر الاستعانة بالإعلام هو الأداة العظمى لأنه أصبح أداةً مهمة في التربية والتعليم وبناء الوعي الثقافي والفكري إلى الحَدِّ الذي أصبح فيه الإعلام نفسُه نظامًا تربويًا يستجيب لمطالب التربية التي تمتدُّ من الطفولة إلى البلوغ والكِبر.

ومن ثم فإن الإعلام التنموي يُعتبر هو الجهاز العصبي لعمليات التنمية، والتنمية المستدامة بصفة خاصة. حيثُ إن هدف الإعلام التنموي في الأساس هو تعظيم وتفعيل مشاركة المجتمع في كل عمليات التنمية وتحويله إلى مجتمع مساند للتنمية، وكذلك تحويل أفراد ذلك المجتمع إلى وكلاء للتغيير والتنمية، وذلك من خلال استخدام أدوات المعرفة والوعي.

 

والإعلام الرشيد يسهم بشكل كبير في العملية الموسعة للتنمية، والفكرة الرئيسة للحراك التنموي للإعلام تستهدف منظومة القيم المحكومة بالوعي المفيد الذي يسهم في النمو الحضاري.

 

والذي يهدف إلى الإسراع في تحول مجتمع معين من الفقر إلى حركة ديناميكية من النمو الاقتصادي والسياسي والاجتماعي، وذلك من خلال وسائل الاتصال المختلفة عن طريق التنسيق والتخطيط الجيد،‏ وكذلك عمليات التعليم والتثقيف واكتساب المهارات والرغبة في التحديث وإيجاد الإستراتيجيات والموارد المتاحة حتى يتم تحقيق التنمية من خلال الرسائل الإعلامية.

 

 

ومن هنا تظهر الأهمية المتشعبة للإعلام في الحراك التنوي وتنمية الوعي بكل اتجاهاته، وبخاصة في المجتمع المتسارع تكنولوجيًا والذي يعتبر السلم الأهم لبناء الوعي والحضارة.

زر الذهاب إلى الأعلى