د أيمن الأعصر يكتب: البناء الفني للمسرحية السواحيلية
إن كتاب المسرح السواحيلي في شرق أفريقيا تميزت كتاباتهم بالتنوع في صياغة مسرحياتهم السواحيلية سواء أكانت مسرحيات ذات فصل واحد أو ذات أكثر من فصل , فمنهم من اتبع منهجًا واحدًا في صياغة مسرحياته السواحيلية في شكلها الفني من حيث استخدام المصطلحات المسرحية في شكلها الفني من حيث استخدام المصطلحات المسرحية وكيفية توظيفها، وحرص البعض على كتابة جزء استرشادي في بداية العمل المسرحي وهو بمثابة دليل يساعد القائمين علي إخراج العمل المسرحي أو الممثلين في أداء أدوارهم بشكل فني يمتاز بالحرفية. من أجل إبراز القضية التي يريد إبرازها الكاتب بشكل فني يؤثر في القراء أو المشاهدين الذين يتابعون هذا العمل المسرحي. كما أن المضمون الذي تدور حوله المسرحية يظهر في الربط والتواصل بين الواقع التاريخي والخيال الفني في مجال المسرح. كما تميزت الكتابات المسرحية عند معظم الكتاب السواحيليين بتوظيف التراث في حوارهم المسرحي من خلال استخدام الحكمة والمثل السواحيلي سواء أكان ذلك في العنوان أم داخل الحوار مما يجعل تأثيره علي المشاهدين أو القراء أقوي وأشد نظراً لارتباط المواطنين بالأدب الشعبي المتمثل في الحكمة والمثل والعادات والتقاليد ، بجانب الحكمة والمثل بما يخدم الحوار المسرحي ويربط العمل المسرحي بالواقع والبيئة الأفريقية. كما يلاحظ أيضا علي البناء الفني للمسرحية السواحيلية استخدام الكتاب السواحيليين لحرفية أو أسلوب الفلاش باك والمونولوج المسرحي بما يخدم العمل المسرحي ، وقد تميزت المسرحية السواحيلية في صياغة مسرحياتها بالمزج بين القديم والحديث في بنائها الدرامي للمسرحية من خلال تقسيمها المسرحية إلي مشاهد ، واستخدامها الأدب الشفاهي داخل الحوار المسرحي بشكل يميز كتاباتها عن غيرها من الكتاب السواحيليين مثل استخدامها لشخصية الراوي وحرفية الفلاش باك والمونولوج المسرحي, يضاف إلي ذلك استخدام الكتاب السواحيليين بشكل عام المذاهب المسرحية من الواقعية والرمزية واللامعقول ، وبذلك يمكن القول إن المسرح السواحيلي يتميز باستخدامه لأدوات البيئة الأفريقية وتوظيفها بشكل يسهم في خلق قالب مسرحي سواحيلي يمزج بين القالب الغربي الذي تأثر به وبين البيئة الأفريقية من خلال استخدامه للعادات والتقاليد والطقوس التي تميز المسرح الأفريقي عن غيره من المسارح العالمية.
———-
أستاذ اللغة والأدب السواحيلي
ووكيل كلية اللغات والترجمة