“التعاون الدولي” توقع مذكرة تفاهم “مبادرة التنمية العالمية” لتعزيز الشراكة المصرية الصينية
دخلت العلاقات المصرية الصينية مرحلة جديدة من تعزيز الجهود المشتركة لدفع التنمية المستدامة انطلاقًا من العلاقات الوطيدة بين قادة البلدين التي بدأت بتوقيع اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة عام 2014، حيث شاركت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولي، الأسبوع الماضي، في المنتدى رفيع المستوى للعمل الدولي من أجل التنمية المشتركة بالعاصمة الصينية «بكين»، بهدف مناشية آليات تنفيذ «مبادرة التنمية العالمية» التي طرحها الرئيس الصيني في عام 2021، وتعزيز جهود التنمية العالمية لمواجهة الصدمات التي تواجه الدول المختلفة، عبر التعاون متعدد الأطراف.
وشهدت الزيارة العديد من التطورات حيث مثلت وزيرة التعاون الدولي، جمهورية مصر العربية، في الاجتماع الذي عقده هان جينج، نائب رئيس جمهورية الصين الشعبية، مع الوفود وممثلي الحكومات المشاركة، ودعت إلى وضع اطار مؤسسي لمنتدي العمل من أجل التنمية، وتحويله إلى آلية انعقاد سنوية، على أن تعقد مراجعة وورش عمل نصف سنوية بالشراكة بين الصين وإحدى دول الجنوب للتأكيد على دور التعاون جنوب جنوب في تعزيز أهداف التنمية العالمية بالتوازي مع مبادرة التنمية الشاملة الصينية، وتعزيز التعافي الاقتصادي على مستوى العالم، وخلق نماذج تنموية استنادًا إلى التجارب الناجحة بالفعل في دول الجنوب، كما رحبت باستضافة مصر لأولى هذه الفعاليات.
ووقعت «المشاط»، مع رئيس الوكالة الصينية للتعاون الإنمائي الدولي، مُذكرة تفاهم «مبادرة التنمية العالمية» لتعزيز الشراكة المصرية الصينية والعمل على صياغة استراتيجية مُتكاملة للتعاون الإنمائي بين مصر والصين لمدة 3-5 سنوات لأول مرة في ضوء العلاقات المشتركة بين البلدين، تتضمن المجالات والمشروعات التي سيتم تنفيذها من خلال برنامج التعاون الإنمائي، كما وقعت 4 وثائق تعاون، لإتاحة منح صينية لتوريد معدات لوزارة النقل، وإنشاء مركز التدريب المهني بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، وإعداد دراسة الجدوى الخاصة بمعمل السلامة الحيوية المستوى الثالث لصالح وزارة الصحة.
من جانب آخر وفي ضوء التعاون مع البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية AIIB، وقعت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولي، اتفاق مشاركة البنك في تمويل مشروع مترو أبوقير بالإسكندرية بقيمة 250 مليون يورو.
وخلال الزيارة عقدت وزيرة التعاون الدولي، مباحثات مكثفة مع رئيس الوكالة الصينية للتعاون الدولي الإنمائي (CIDCA)، ورئيس البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية (AIIB)، ورئيس مركز التعاون متعدد الأطراف لتمويل التنمية (MCDF)، وكذلك رئيس بنك التصدير والاستيراد الصيني (EXIM Bank)، ومديرة التعاون الإنمائي بمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية(OECD)، كما شاركت كمتحدثة رئيسية في منتدى حشد رأس المال لتعزيز البنية التحتية المستدامة الذي نظمه البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية وأكدت أهمية رسائل السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال قمة الميثاق المالي العالمي الجديد حول أهمية الوصول لهيكل مالي عالمي يضمن تكافؤ الفرص وعدالة للتمويل.
وحرصت وزيرة التعاون الدولي، على استعراض دور مؤسسات التمويل الدولية في تعزيز مشاركة القطاع الخاص في مصر خلال لقاء مجموعة من المستثمرين والشركات الصينية، كما ناقشت فرص الاستثمارات في القطاعات ذات الأولوية وتفاصيل مشروعات برنامج «نُوَفِّي» وتدعو الشركات الصينية لتوسيع استثماراتها في مصر لاسيما في مجال التحول الأخضر، وعقدت أيضًا وزيرة التعاون الدولي لقاءات إعلامية مع وسائل الإعلام الصينية حيث أكدت على أهمية العلاقات بين البلدين ودورها في دفع جهود التنمية المشتركة.