تسعى السعودية إلى أن تصبح مركزاً عالمياً للبحث والتطوير مع التركيز على مجالات الأولوية الوطنية الأربعة (هيئة الابتكار)
تسعى السعودية إلى أن تصبح مركزاً عالمياً للبحث والتطوير مع التركيز على مجالات الأولوية الوطنية الأربعة (هيئة الابتكار)
الرياض: عمر البدوي
حققت السعودية نتائج لافتة ونمواً في الأبحاث العلمية المنشورة في قطاعات البحث والتطوير والابتكار خلال عامي 2022-2023، ومنحتها ريادةً على مستوى العالم العربي والشرق الأوسط بفضل زيادة تأثير وجودة الأبحاث العلمية، وذلك وفق نتائج تقرير نشرته هيئة البحث والتطوير والابتكار المعنية بإطلاق حقبة جديدة في القطاع.
وركّزت الأبحاث العلمية السعودية المنشورة على الأولويات الوطنية التي أعلنها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في يونيو (حزيران) من عام 2022 بوصفها نواة لانطلاق حقبة السعودية لتحقيق تطلعاتها في قطاع البحث والابتكار، التي شملت صحة الإنسان، واستدامة البيئة والاحتياجات الأساسية، والريادة في الطاقة والصناعة، واقتصاديات المستقبل، بما يُعزز من تنافسية المملكة وريادتها عالمياً، ويتماشى مع توجُّهات «رؤية المملكة 2030» وتعزيز مكانتها أكبر اقتصاد في المنطقة.
وقدّم التقرير الذي أصدرته هيئة تنمية البحث والتطوير والابتكار لمحة شاملة عن التقدم الكبير الذي أحرزته السعودية في مجالات القطاع، كما سلط الضوء على تطورات ملحوظة وإيجابية تتماشى مع «رؤية 2030». وصوّر التقرير الزاخر بأرقام الإنتاج البحثي اللافت الذي جرى مؤخراً رحلة السعودية في أن تصبح مركزاً عالمياً للبحث والتطوير، مع التركيز على مجالات الأولوية الوطنية الأربعة.
وأظهر التقرير تسجيل المملكة أكبر مساهمة تاريخية لها في مجال النشر العلمي بزيادة بلغت 146 في المائة، ووصول إجمالي ما نشر إلى أكثر من 59 ألف بحث خلال عام 2022، وزيادة سنوية بنحو 95 في المائة في عدد الباحثين النشطين مقارنة بعام 2018، إضافة إلى النمو المذهل في مخرجات الأبحاث ومستويات جودة الأبحاث التي بلغت 58 بالمائة، وتجاوزت متوسط دول العالم ودول مجموعة العشرين.
وكشف التقرير أن أكثر من نصف الأبحاث العلمية السعودية المنشورة ركّزت على مجالات علمية عالية الجودة (Q1) متجاوزة بذلك المتوسط العالمي ودول مجموعة العشرين. وعلى صعيد التطلعات والأولويات الوطنية التي اتخذتها السعودية أساساً لتشكيل هوية قطاع البحث والابتكار في السعودية، وتوجيه بوصلة المشروعات والخطوات المستقبلية فيه. كما أوضحت نتائج التقرير وجود تقدم في أبحاث صحة الإنسان بأكثر من 16 ألف بحث.
وجاءت الريادة في الطاقة والصناعة ثانياً بأكثر من 13 ألف بحث، فيما سجلت اقتصاديات المستقبل أكثر من 10 آلاف بحث، ثم استدامة البيئة والاحتياجات الأساسية بنحو 8 آلاف بحث منشور.
وتسعى السعودية إلى أن تصبح من رواد الابتكار في العالم، وزيادة مساهمة القطاع في تنمية وتنويع الاقتصاد السعودي، من خلال إضافة 60 مليار ريال سعودي إلى الناتج المحلي الإجمالي عام 2040، واستحداث آلاف الوظائف النوعية عالية القيمة في العلوم والتقنية والابتكار. وبعد أقل من عام من إعلان الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد رئيس اللجنة العليا للبحث والتطوير والابتكار، عن التطلُّعات والأولويات الوطنية للبحث والتطوير والابتكار، قفزت المملكة 15 مرتبة في مؤشر الابتكار العالمي لعام 2022، الصادر عن المنظمة العالمية للملكية الفكرية (WIPO).
وأظهرت نتائج التقرير الذي أصدرته الهيئة التزام السعودية بأهداف وخطوات التنمية المستدامة والابتكار التكنولوجي، مع التأكيد على دوره في تشكيل مستقبل أفضل والمساهمة بشكل أكبر في مشهد البحث والتطوير في العالم. ومن المقرر أن تستضيف السعودية أعمال الاجتماع السنوي لمجلس البحوث العالمي عام 2025، الذي يعد أول اجتماع سنوي للمجلس في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا منذ إنشائه عام 2012، ما سيعزز أهداف السعودية ومكانتها في مجالات البحث والتطوير والابتكار إقليمياً وعالمياً مع الدعم غير المسبوق الذي يشهده القطاع لتحقيق التطلعات الوطنية.
